اللهُ مِنْ بدءِ الأزلْ
في الكونِ بِذْرتَهُ نثَرْ
مُستخلِفاً خلقاً لهُ
في الأرضِ مَثَّلَهُ البشرْ
أرسىٰ معاييراً لهمْ
والعدلَ قانوناً أَقَرّْ
وعندما اِستكبَرُ وا
وتعثَّروا بينَ الحفرْ
ما كان إلَّا أن دعا
هُمْ للهدايةِ في حذرْ
ساقَ إليهِمْ رُسُلاً
يَنهونَ عنْ ظلْمٍ و شرّْ
كانَ الخِتامَ محمّدٌ
وعليهِ جبريلٌ ظهَرْ
أوحىٰ إليهِ بدعوةٍ
في الغارِ لَقَّنَهُ العِبَرْ
خَرَجَ النبيُّ لِقَوْمِهِ
وعلى معاناةٍ صَبَرْ
وَمُبَشِّراً بِتَسامحٍ
في دعوةٍ فِيها صَدَرْ
لا فَرْقَ إلَّا بالعملْ
ما بينَ زيدٍ أوْ عُمَرْ
لكنْ علىٰ مرِّ الزَّمنْ
سادَ التَّكبُّرُ والبَطَرْ
والقومُ عقّوا نبيَّهُمْ
فِيما الإلهُ بهِ أمَرْ
مِنْ شِدّةِ الهَوْلِ انثنىٰ
غُصنُ العدالةِ وانكسرْ
والليلُ، غابَ نُجومُهُ
و بارَحَ الدُّنيا القمرْ
والقلبُ لمْ يَقْوَ علىٰ
حَمْلِ المواجعِ فانفطرْ
قِيَمُ الحضارةِ كلُّها
أضْحَتْ وأمْسَتْ في خبَرْ
كُلّ الحقائقِ زُيِّفَتْ
والحَجُّ صارَ إلى قَطَرْ
مِنْ ضابطٍ أوْ دَيِّنٍ
و مُفكِّرٍ أَلْقَىٰ الفِكَرْ
حَجَزَ الرِّفاقُ بِطاقَةً
وإليها هَمُّوا بالسَّفرْ
وَعَلَى الجزيرةِ كلُّهمْ
عَزَفُوا علىٰ كلِّ وترْ
ما لُقِّنُوهُ ، وكلَّ ما
في البالِ عِندهمُ خَطَرْ
المالُ غشَّىٰ عيونَهمْ
أَعْمَىٰ البصيرةَ والبصرْ
أَغْرَىٰ الورىٰ مِنْ قبلِهِمْ
لمْ يُبْقِ أحَداً أوْ يذَرْ
مِنْ أجْلِ بعضِ دراهمٍ
باعوا النّفائسَ والدُّررْ
لكنَّ سوريّا التي
وبِها الحضارةُ تُختَصَرْ
لمْ تنحنِ في عمْرِها
لا، لنْ تُضارَ ولمْ تُضَرْ
فَالجذْرُ راسخُ ثابتٌ
والرّأسُ سامٍ كالشَّجَرْ
مهما الغُزاةُ تآمروا
إِفْرَنْجُ ، تُرْكٌ أو تَتَرْ
هَتْكَاً لِعِرْضِها حاولوا
بالدَّورِ كلٌّ اِنْتَظَرْ
كلٌّ يُجرِّبُ حظَّهُ
فَلَعلَّهُ يقْضِي الوَطَرْ
مِنْ دونِ أدنى رحْمَةٍ
يُلْقي الرَّصاصةَ والحجرْ
عادَ ابنُ آدمَ مؤمِناً
بِقضاءِ ربِّهِ والقدَرْ
بذريعةِ الدِّينِ اهتدىٰ
إبنُ البداوةِ والحَضَرْ
طمعاً بجنّاتِ عَدَنْ
والعِينِ فيها معْ حوََرْ
لِيُقِيمَ خمْسَ فرائضٍ
مِنْ غَيرِ أُفٍّ أو ضَجَرْ
فالدِّينُ صارَ مَطيَّةً
والكُلُّ نفْسَهُ قدْ نَذَرَ
وعلى هواهُمْ فسَّروا
آياتِ ربِّنا والسُّوَرْ
وكلُّ مَنْ خالَفَهُمْ
بالرَّأيِ، ألْحَدَ أو كفَرْ
وهُنا يُحلَّلُ قتْلُهُ
مادامَ مِنهُمْ قدْ نَفَرْ
عَتَبِي على مَنْ يستحي
لَكِنَّهُ انعدمَ الخَفَرْ !
فَكَفاَنا يا إخوانَنَا
ما هكذا يُجْنَى الثَّمَرْ
القتلُ ذَنْبٌ فادِحٌ
وجريمةٌ لا تُغْتَفَرْ
واللغْمُ صارَ ببيتِنا
إنْ لمْ نُفَكِّكْهُ انْفَجَرْ
فَعلىٰ الطَّوائفِ والمِلَلْ
إعمالُ كلِّ المدَّخَرْ
وحِوارُ أبناءِ الوطنْ
فيهِ التَّفَاهُمُ والظَّفَرْ
هلَّا تفاهَمْنا معاً
دَرءاً ومنعاً للضَّرَرْ !
لابُدَّ منهُ حِوارُنَا
بحثاً لِوُجهاتِ النَّظَرْ
فيهِ الخلاصُ بحكمةٍ
وبهِ السَّبيلُ إلىٰ المفَرّْ
مَنْ أعملَ العقلَ فقدْ
حصَدَ السَّلامةَ وانتصَرْ
والعفوُ عندَ المقدِرةْ
قَدْ يُسْتَطَاعُ و يُقْتَدَرْ!
لَوْ لاحَ خيطٌ أو أثرْ
مِنْهُ التَّصالحُ يُنْتَظَرْ
مِنْ أجلِ إنقاذِ الوطنْ
فَلْنَقْتَفِ ذاكَ الأثَرْ
ياربُّ، لُطْفاً بِالورىٰ
فالكونُ كلُّهُ يُحْتَضَرْ
أَ دَنا أوانُ السَّاعةِ!
هَلْ دقَّ ناقوسُ الخطرْ!
إنْ تَسْتَمِرُّوا بِعُنْفِكُمْ
فسيمنعُ اللهُ المطرْ .
12/09/2012 : Younes
شعرك جميل جدا يعبر عن ذكائك في تجسيد والاحداث بشعر ملموس
يقال: إبحث عن حرب وقعت على وجه الارض، تكون لبريطانيا فيها ضلع، و ابحث عن أي فتنة في التاريخ، ترى امراء الخليج هم ورائها و صانعيها...فهم احفاد اليهود...طيب الله عيشك يا أخ يونس ريّا...يخزي العين لهالشعر الموزون و الرائع...طيب الله عيشك.
الحج صار إلى قطر .... أبلغ تعبير
دعوة الى الحوار بعد اسقاط النظام.