شعلان قبل ربع قرن كان في الثلاثين من عمره ويقيم في قبيلة ضعيفه لا تستطيع الدفاع عن نفسها وقامت مجموعة من الاشخاص على عداء مع قبيلته الاصليه بالاعتداء عليه وتركوا له جرح غائر في مكان غير ظاهر وتفاديا للاحراج والمشاكل طلب منه شيخ القبيلة الضعيفه مغادرة ارض القبيله لانه غير راغب في جلب المصائب لنفسه
وركب شعلان حصانه ودار بين القبائل دون ان يوافق احد منهم على السماح له بالاقامة بينهم واعجب به والد سوسو المنتمي الى قبيلة قوية واثقة من نفسها واخبره ان باستطاعته الاقامة بين افراد القبيله معززا مكرما كاي واحد منهم وتزوج شعلان من سوسو التي كان لها خال يكن لها حبا خاصا ويرسل لها ولشعلان الهدايا والملابس والمال وكان شعلان في غاية السعاده وكأنه مقيم بين اهله ولكن النفس امارة بالسوء وحب الجيوب يعمي القلوب
وفي يوم من الايام بعد مرور خمسة وعشرون عاما على زواجه من سوسو صادف فتاة لا تكاد تستطيع رفع رأسها او تحريك يديها من ثقل المصوغات المعلقه برقبتها وسال لعاب جيب ونفس شعلان على الفتاة التي عرف ان اسمها حمده ومصوغاتها الذهبيه مغريه قبل جمالها المتواضع وحب الجيوب يعمي القلوب ونظرة فابتسامة فسلام وكلام عن الزواج تم الاتفاق والزواج سرا عن سوسو واهلها و ازدادت رحلات شعلان خارج قبيلة سوسو بشكل ملحوظ حتى انها على رأي المثل لاحظتها كلاب القبيله مع العلم ان الكلاب انذار مبكر للعدوان وعندما يراد اخبار شخص يرغب باخفاء امر شائع يقال له هل تريد اخفاء امر كلاب الحارة تعلمه أي انه في الانذار كلاب الحارة اولا وفي تلقي الاخبار الكلاب آخر من يعلم
وعلمت سوسو وابوها وخالها وقبيلتهم عن امر شعلان وزواجه من فتاة ثريه في قبيلة اخرى ووصل الخبر الى شعلان الذي توقع انتقاما من قبيلة سوسو فهرب بجلده حفاظا على حياته وطلق سوسو غيابيا ولم يترك أي عابر سبيل حتى كلاب الحاره الا واخبرهم بقصص مفبركه عن سوسو ووالدها وقبيلتها و احد الايام كان فيه شعلان سيء الحظ عندما قاطعه احد الاشخاص من الحضور في جلسة سمر في خيمة والد حمده هل لك ان تخبرني يا شعلان كيف تمكنت من الاستمرار في العيش خمسة وعشرون عاما بين اهل قبيلة والد سوسو وبعدها اكتشفت ان زوجتك غير سويه اخلاقيا ووالدها رجل سىء وعدواني وخالها بخيل ولا اعتقد ان الانسان الذكي يحتاج ربع قرن لاكتشاف اخلاقيات زوجته واهلها
ولكن العيب فيك يا شعلان ولو كنت والد حمده لما ابقيتها على ذمتك ولما ابقيتك في القبيله دقيقة واحده لانك انسان منافق وانتهازي وكذاب وغدار ومن يكذب مره يكذب مائة مره ومن يغدر بعد عشرة ربع قرن سيغدر بعد سنه واحده والامر متروك لوالد حمده الذي يقرر مصيرك لانك يا شعلان لا تستحق ان تعيش بين الاسوياء وترك الرجل المجلس وشعلان مطأطىء الرأس عاجز عن الاجابه او التعليق منتظرا ما الذي سيقرره والد حمده