لا يوجد من بيننا من يولد ليكتشف انه صار بحجم الرجال طولا وعرضا والذكور الانانيين او من يتم اقتيادهم من اناث مسترجلات يتناسون المراحل التي مروا بها قبل بلوغهم مرحلة الاعتماد على النفس وهناك من الجنسين من يتعامل مع افراد العائله اباء وابناء بقسوة لا تعكس شخصية انسانية سويه
ومن يسىء معاملة والديه او عائلات ابناءه فهو يمهد لكي يتم معاملته بالمثل بعد عقد او عقدين من الزمن وقد سمع الانسان عن الكثير من القصص والروايات والاحداث عن اناس بلغت بهم انانيتهم ان يمروا من امام باب الغرفة التي يسكنها الوالدين او عائلة الابن او ابناء وزوجة شقيقهم الفاقدين لرب عائلتهم موتا او سفرا وهم يحملون الاطعمة الشهيه واللحوم والسمك والخضار والفواكه للزوجة والابناء الصغار ويسرعون الخطى وربما يحاولون اخفاء ما يحملون حتى لا يضطروا الى فقدان شيء مما يحملون
ولكن الصغار يحملون الحلويات او الفواكه للمباهاه امام العائله او يعمد الابوين الى شوي اللحوم بعد ان يطمئنوا الى نوم جميع من يقيمون معهم في نفس البيت الذي يضم عائلة مركبه من عدة عائلات تربطها علاقة الدم ولكن رائحة الشواء تخترق اعماق الامعاء الخاويه مثل وخز الدبابيس وسواء كانوا اطفالا او مسنين
فان المسلك مشين انسانيا والمفترض ان الانسان السوي لو كان معه حلوى او فاكهه ان يقسمها مناصفة بين المسن والطفل والاولوية للمسن من منطلق الرحمة والانسانيه لانه مدبر والطفل مقبل ولكن لو تمعنا في مسلكنا كم من الناس يفضل والديه او والدي شريك العمر على ابناءه حتى ان هناك من لا يحتمل تسديد فاتورة المياه والكهرباء عن غرفة يسكنها والديه وقد اورثاه البيت الذي لم يساهم في دفع أي جزء في تكاليف بناءه ويفصل عنهما خدمات المياه والكهرباء
ولنتخيل أي روح انسانيه يتمتع بها اصحاب القلوب المتحجره والنفوس الانانيه ولقد اجبرت احدى الزوجات زوجها الذكر وليس الرجل على ارسال والدته الى دار العجزه بعد وفاة والده ولم تحتمل الام ان يتم طردها من بيتها وارسالها الى ملجأ ففارقت الحياة بعد اسبوعين قهرا وبعد ستة اشهر اصيبت الزوجه بالمرض الخبيث (السرطان ) واضطرت للسفر الى بلاد اخرى ليس لهم فيها من قريب ولا صديق سوى خالة الزوج التي هي شقيقة من فارقت الحياة في دار العجزه
ولا يملك الزوجين الاشاوس ما يكفيهما لاستئجار شقه والزوجه بحاجة لرعايه ومعها طفلين ولا يوجد أي بديل لخالة الزوج ويمكن للانسان ان يحكم على هذا الصنف من البشر الذي يطلب من غيره تقديم كل شىء له وهو لا يعمل مع غيره الا كل ما يثير القرف والاشمئزاز والاغلب في هذا الصنف هو جمعهم لصفة الانانية والوقاحة كتجسيد وانعكاس لضمير مفقود او في حالة الموت السريري