syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
ذاك المساء...بقلم : ابراهيم قصيعه

بليلٍ يعاشرُ السّماء...

أخيراً لمحتُ نفسي

ألمحُ الشّرق ينساب

خجولاًخلف نافذتي

ومكرُ يجتاح المقاهي


ودخانٌ..وضوضاءْ..

عينان خزراروانِ...

بشرةٌ سوداءْ...

ومحطةٌ تضاجع السفرْ

ونهدٌ كريمٌ كميعاد المطرْ

وجسد امرأةٍ في العراءْ

ينطق كلّ اللغات

و إيماءاتٌ من سواحل ثغرٍ

فشهوةٌ تمتطي الكلماتْ..

 

ذاك المساءُ قُدّتْ غصوني..

و ماتت عيوني..ذاك المساءْ

أجلس وحدي أخون ذاكرتي

وتهبّ أيّامي من خلف الستائرْ..

تُراهُ جذامٌ أصاب الليالي ..!

فجرحٌ يصيحُ وجرحٌ يكابرْ...

و حزنٌ يفوح من أقداح صمتٍ

و شوقٌ يموت على نصل السّجائرْ

وأطياف هجرٍ تلوح بناظري

 

و غناء جدرانٍ. .. وعتابْ...

لا ترحلي يا كلّ سهراتِ العذابْ

لا تخجلي من طيش نهدٍ طامحٍ

من قُبلةٍ على مِخدّةٍ...

من أخيلةٍ وسرابْ...

هكذا الأيّام تأتي بلا شرفٍ..

مومساتٌ تراود الانتظار..

وعريّ الليل أصبح عادةً..

أغفو على أملي أراهن الساعاتْ

والخوف يغري كصدر حبيبتي..

و موتٌ يطلّ من الحلماتْ. ..

عيناهُ تسأل عن آثار صبيّةٍ..

مرّتْ على شفتي أنوثتُها..

أو راودتني مرّةً..بذور الكستناءْ

 

وهمٌ يستبيح رجولتي...

و تستبيح طفولتي الذكرياتْ

وردٌ على كتفيكِ يربك خلوتي

حيرانُ أحيا بظلّهِ وأُثارْ..

و الخمرُ من شفتيكِ يسرق لونه

أسكريني من شفتيكِ كأساً رضابْ..

 

لا تقتربي منّي أيا حلمي...

فمن جسدي تفوح رائحة الزمنْ

وفي ذراعيَ اليمنى حرابٌ

وفي ذراعي اليسرى نُدبْ

و بداخلي غولٌ خجولٌ..

و على فمي تاريخ قُبَلْ..

2012-12-04
التعليقات