يذهب الناس إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج كل عام والذي يتوقع منهم أن يرجعوا أكثر رقيا وتحضرا ولكن للأسف على حد تعبير بعضهم أصبح قدوم الحجاج مقيتاً إذ تفاجئ بعد منتصف الليل بالمفرقعات النارية وأصوات المزامير وفي النهار استعراضات سيارات المستقبلين في شوارع المدينة
والسؤال هل هذا من أخلاقيات الحج
كلما تقرب العبد من ربه ارتقت نفسه ومعاملته مع الخلق أكثر، فلماذا الضجيج يا أقارب الحجاج ، نحن لا نعتب على الضجيج الذي يصاحب بعض المباريات الرياضية عند شعورهم بزهوة النصر وإنما نعتب على ناس كانوا في أرض السكينة والطهارة والصفاء
كم أتمنى من الناس أن تفقه روح العبادات وأتمنى أكثر أن نفهم أنّ الله يحب العبد التقي الخفي الذي يجعل دينه في صفائه وسلوكه ومعاملاته
إنها دعوة لمراجعة حقيقة فرحنا بالطاعة والسعي لتكون مظاهر الفرح أكثر رقيا وتحضرا
هل قطع الاشجار وفرق العاضة منصف الليل مع الطبل والمزمار هي من اخلاق الحجاج المفروضة؟ هل ايقاظ الاطفال والكبار في الليل للابتعاج بعودة الحاج هي من اخلاق الحاج المفروضة؟؟ هل التباهي بالحج وازعاج الاخرين اساسا هي من اخلاق وقيم الحج المفروضة
لي جار عاد من الحج , وقبل قدومه أقام له أقرباؤه قوسا" كبيرا" عند مدخل البناء من فروع الأشجار الخضراء بعد قطعها من إحدى الأحراج , كما سرقوا كهرباء من علبة القواطع الكهربائية قبل عداد الكهرباء لإقامة إنارة مهيبة تنير الشارع . ( ماحججت ولكن حجت العير ) .
المواطن السوري بشكل عام والحلبي بشكل خاص (إلا من رحم ربي) يقوم بالإساءة وإزعاج الآخرين في جميع مناسباته فهو مزعج في أفراحه مزعج في أحزانه وليست العودة من الحج لتشذ عن قاعدة الإزعاج عنده، فمثلا رفع صوت تلاوة القرآن الكريم في المآتم الحلبية إلى درجة تصم الآذان تسيء أولا إلى كلام الله ذاته قبل الإساءة إلى الجيران حيث حولوا كلام الله (وعلى نحو مزعج) إلى شعار للموت!