syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
اكتشاف حول جرة الغاز...بقلم : عبير دمشق

بسم الله الرحمن الرحيم

اكتشفت استخدامات أخرى لجرة الغاز

عند أو ل بارقة أمل لاحت لي منذ بداية الأزمة . وعند وصول مبلغ صغير من المال ليدي كان دين قديم لي على شخص . ولعل ظلال الأزمة و المفخخات أخافته . فقرر أن يبرئ ذمته معي قبل وقوعه ضحية عبوة ناسفة . أو الخطف والقتل فدفع لي نقودي . عندها قررت أن أملآ جرار الغاز الثلاثة الفارغة لأن ذلك كان حلما يدغدغ وسادتي ويحرمني من النوم . وكان ذلك .. وقلت وقتها فرحا : ثلاث جرار يعني تنتهي الأزمة مع نهاية الغاز من منزلنا .


  وفرغت الجرار الثلاثة وأعدت تعبئتهم بعد جهد . وبعد  ألف واسطة . و بعد دفع ثمن الواحدة ألف ليرة سورية .  مرة ثانية .. وهذه الثالثة . وهنا لاحظت أن الجرة تستمر فقط مدة أسبوعين . وبعد أن جن جنوني على أهل البيت . وعملت لهم محاضرة بالطول والعرض واستخدمت كل ما أمكنني من أسلحة ضدهم . اقتنعت منهم أن العيب في الجرار وليس في سوء الاستخدام منهم . إذ أن الجرة تأتي إما مملوءة  ماء أو مضغوطة هواء أو وزنها خفيف جدا . فتبين لي . و أنقدح من عبقريتي اكتشاف سيذهل العالم وهو سبق لنا نحن السوريون وهو  .. ( أن جرة الغاز تنفع كمقياس للزمن ) ! . لا تتعجبوا  نعم استعملوا جرات الغاز مقياس للزمن .

 

مثلا : عيد ميلاد بنتي يأتي بعد فراغ ثاني جرة من بعد التعبئة الخامسة . شلون ..

وأيضاً : صمنا يوم رؤية جرة الغاز وأفطرنا على رؤيتها وهي مازالت فارغة ..

وأيضاً : زارنا صديقي المغترب فلان . يوم اشتعلت جرة الغاز وانطفأت لوحدها دون تدخل منا و بسهولة لأنها مليئة بالماء بدل الغاز .. شو رأيكم . روزنامة مو هيك ..

وأيضاً : كل سبعة جرار يأتي فصل جديد .. يعني 15 يوم x 7 جرار =  ثلاثة أشهر و15 يوم . الفرق هذه المرة وحسب تقويم ( قنينة الغاز ) أن ( الخريف العربي )  معلق عنا مو رضيان يروح ..

وأيضاً : صرت أهنئ الناس في المناسبات . فأقول ( كل قنينة وأنت بخير ) .

 

اليوم شاهدت رجلا يركض بجرة غاز على كتفه وهو يتلفت كاللص تماماً . فقلت له مداعبا ( نعم يا عمي مين أدك اللهم هنيهم ) . فرمقني بنظرة حادة وكأني عدوه اللدود .

هناك ملاحظة مهمة : ألا تلاحظون أن الناس لم يعودوا يدحرجون الجرة على الأرض . ويدفعونها بأقدامهم كما السابق . بل على العكس تماماً فهم يحملونها بكل عناية على أكتافهم .

تقدم بياع غاز لخطبة طبيبة من عائلة محترمة فأعطوه فوراً ونشر الخبر السعيد في الصحف ووضع أسمه مع مهنته بالخط العريض .

 

أكتشف مراقبوا الخطوط الهاتفية الخاصة بأصحاب المراكز . أنهم يتعرضون لتهديد زوجاتهم أكثر من الإرهابيين . حيث تتكرر على مسامع المراقبين عبارة ( إذا ما جبت القنينة لا تجي عالبيت ) .

هناك مساعي جادة لعمل سباق ضاحية بالغاز .

ألغي الإعدام بالغاز لأسباب مجهولة .

 

مهر الفتاة صار يحدد بعدد الجرار . سمعت ( فصيلة نقد ) قال والد العروس ( عمي أنا بنتي مو أقل من العالم ألف قنينة متقدم وألفين متأخر )

شاب كان ( يلطش ) فتاة في الشارع قال لها : ( تقبريني على هال كسم  متل جرة الغاز ما شاء الله ) .

أرتفع مؤشر ( داون غاز ) ليحقق أعلى أرباح له في تاريخ الغاز .

وأخيراً حدد موعد العمل بالتوقيت الشتوي بتاريخ 18 جرة غاز / لشهر 7 قناني / عام 2012 غازاتي .

 

ولكم جزيل الغاز .

والغاز عليكم ورحمة الله وبركاته .

2012-12-15
التعليقات