بعدها ..........
سوف تجد نفسك في العراء والريح تداهمك من كل مكان .
والحر الشديد يحيط بك .
وستكون بدون مأوى مشردا ومن يراك سوف يظن انك متسول .
وربما يحن عليك وربما لا .
وربما يعطف عليك وربما لا .
وسوف تسمع كلمات لم يسبق لك أن سمعتها من قبل , ولا تليق بك .
وسوف تتقبلها, وبكل سرور تظهر ابتسامة لقائلها .
سوف تبكي من شدة البرد ولن تجد من يقدم لك معطفا .
أو يهديك مظلة تحجب عنك حرارة الشمس .
وسوف تهاجمك بعض الحيوانات المفترسة .
والحيوانات الأليفة والجائعة سوف تحيط بك من كل ناحية لعلها تجد عندك ما تبحث عنه لتناله منك , لأنك شريد .
والشريد مثل الغريب لا يملك القوة للدفاع عن نفسه لأنه الأضعف .
لن تستطيع الكلام وسوف تكون عاجزا عن الرد على أي سؤال وإذا طلبت منك الإجابة فسوف, تكون إجابتك , نعم , حاضر .
ولن تستطيع أن ترفض أي أمر يوجه لك , بل على العكس سوف تسرع إلى تنفيذه , وأنت مبتسم رغم الآلام التي تعاني منها .
إن دمرت بيتك بيدك قد لا تجد من يقرضك بعض المال , لتعيد بناءه
وقد لا تجد أيضا من يقدم لك المساعدة أبدا .
وعندها لن تستطيع أن تقول شيئا لأنك الأضعف .
وسوف تسكن همومك وأحزانك في داخلك لتعيش معك , وربما تقتلك , عندها لن تجد من يرافقك إلى قبرك إلا نعشك .
وان راودتك ذكريات الماضي فنحن في زمن لا رصيد لنا من الذكريات غير الآهات .
أنت في زمن نحتاج فيه إلى بيت متماسكا كتلة واحدة , وكلما كان بيتك أكثر تماسكا كنت أنت الأقوى بعدها .
لا يهمك الريح مهما قويت ولا حر الشمس مهما اشتد
وأنت يأوي إليك من هدموا منازلهم بأيديهم
يمكنك أن تدمر بيتك ..... بيوم واحد أو أكثر ....... وربما بأسبوع
ولكن لا يمكنك أن تعيد بناءه من جديد
لا بأيام....... ولا بأسابيع .......ولا بأشهر........ ولا حتى بسنين
سوريا بيتنا جميعا
(أنا هو أنت وأنت هو أنا )
فلنحافظ على بيتنا الكبير ولا نهدمه
اعتقد أن من يفكر في هدم بيته أظن انه قد فقد الجزء الأكبر من صوابه