syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
يمضي مسائي...بقلم : خالد نزيه هنيدي

يمضي مسائي:
كأي مساء ، وكأي مساء ، أوقع بآخر لقائنا دمعة انتهاء
لن تنسى أصابعي أن تبدأ الكلام باسمك كما تفعل منذ أيام
وكما تقطعني الذكريات كأجزاء .. وكما كل يوم صوت فيروز يحاكيني مثل طير يمام
ونسمة دمشقية تطرق أبواب ذاكرتي بياسمينها المشتهى ، أنا وجه بلا معالم ، إلا الحزن ، وجه مملوء بالشتاءات
ولكني أبدأ باسمك .. أحاول أن أقول لك عن علاقتي بالمطر ، فأقول إني أحبك ، تقولين اترك الكلام جانباً والمسميات ، تعلم أن تحاكيني بلغة الروح ، لتتملكني ..



ومنذ ذلك الوقت لا زلت أبدأ باسمك ، ولا انتهي بـ « أحبك»
ومنذ ذلك الوقت أشكر كل عمر معك ، وأشكر كل وقت معك ، هذيان لا ينسى أنت ،غريبة في مطر الدموع ، وشوقي لهيب هاطل ، لا أستمر بعدك كثيراً ،أقف عند موتي ـ موتك ، في مدن للرحيل ، مدن للبكاء الطويل والنحيب ، شجر الشتاء يتعرى، وتعطش المنافي خارج حدود الزمن ..
وصوت مرتج ، بعض صوتك المبحوح ، شجوك النبيل ، أؤجل حزناً ... الآمس وجهاً في كلماتك ، وجهاً بلا معالم ، إلا حزنه ، وجه مملوء بالشتاءات ، ربما كان وجهي يتعانق واياك فجراً ,, تتجاوزنا أسرار الليل
« لا تغيبي كثيراً ... ولا تتركي لي ميراث حزن »
كم من السنين ستمضي وأنا أبدأ باسمك أول الكلام ..


منذ ذلك اليوم صرت لي وطناً لا يسكنه أحد غيري ... وذاك الشغف الذي يثمل في عينيك نبضاً لا أوردة أو شرايين تتسع له ..
قلت لك إنك امرأة كل الوقت والتفاصيل ... وأنت التي منحت يباس عمري فصلاً غريباً جديداً ، وجعلت من مطري عمراً يتكأ على شرفات الانتظار ..
ومن أنوثتك انطلقت حقول الياسمين ، تسابق ما تبقى من أيامي
لملمت ما بعثره الزمان مني واحتضنت ما تبقى في اشلائي من حنين وحنين


سأنتظرك ، كل العمر سأنتظرك وحتى لزمن آخر ... سأنتظرك ما تبقى لي من وقت سأتبع خطواتي اليك كلما هام حنيني وسأطرق باب مكان ضمنا بعض الوقت .
يا امرأة عصية عن النسيان كفرحة كبرى .


منذ ذلك اليوم والروح معلقة بحب جاء على عجل ، وترك في القلب ما ترك من سحر ، معلقة بخفر بعينين من مرمر وعقيق ، بشفتين يلتهب عليهما حلم قبل ...
للياسمين ينحني بعضي لألثم من عنق عليه شامات شامي بعض رحيق لي وبعض أيام تحملني حلماً إليك ..


منذ ذلك اليوم الذي تركت لي عطرك في ذاكرة لا تنسى ، وكم تمنيت ان اترك شيء مني معك ... كم تمنيت ان تخونك يداك وتعانق ما تبقى من وقتي معك...
هو مساء ... يمضي ، كأي مساء ، وكأي مساء ، أوقع بآخر اللقاء دمعة انتهاء
 

 

2012-12-30
التعليقات