syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
ثقافتنا و اشكالية الاختلاف...بقلم : د.حسان الزيانات

ان الباحث في ما يجري في منطقة الشرق الأوسط من نزاعات واختلاف وحروب وكراهيه و خصوصا ما يحدث في سوريا ليجد جليا ان الإشكالية الأساسية تتجلى في عدم قبول الآخر و جهل أو تجاهل شيئ كبير وعظيم هو سر الاستقرار و الازدهار  في البلدان المتطورة وهو ( المواطنة)


بنظرة بسيطة إلى المجتمع الغربي نجد انه وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بالعرق والدين واللون في كثير من الأحيان إلا ان أحدا لا يبالي بما يعتقد الآخرون ..بما يتعبد الآخرون بما يرتدون من ملابس أو مع من يخرجون أو يتزوجون ...

انهم إذ لا يتدخلون بما يفعل الآخرون ليرفضون في باطنهم في كثير من الأحيان ما يفعله هؤلاء لكن ثقافتهم تحتم عليهم احترام الحرية الشخصية للآخرين طالما ان ليس فيها إساءة لهم و ان كان فيها ما نراه نحن-الشرقيين- (قلة أدب ) و عيب أحيانا.

على الرغم أننا نقول في محافلنا ان الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية إلا أننا على ارض الواقع نقتل بعضنا إذا اختلفنا في الرأي ...

 

لا شك ان غياب القانون والفساد يكرس كثيرا هذا كله فالمشكلة هي مشكلة أمة بأسرها ...فالاختلاف الذي اقصده يبدأ من ابسط الدوائر كالاختلاف بين الاخوة على أتفه الأسباب دون ان يتنازل أحدهم عن موقفه وان كلف ذلك الكثير... مرورا بالاختلاف بالأديان بل و بالمذاهب في الدين  ذاته والأمثلة يعلمها الجميع، وانتهاء - وتلك الطامة الكبرى- الاختلاف على من هو أحق بإدارة البلاد فإذا برزت فئة وحازت على قبول الغالبية (وتلك شريعة الانتخابات و التصويت )لم تمتثل الأقلية لذلك  ولم تقبل بالآخر فتدور حينها الدوائر و للاسف على الجميع دون مخرج  .... 

 

في فرنسا عندما نجح هولاند بالانتخابات بنسبة تزيد قليلا عن منافسه ساركوزي لم نر أنصار الأخير يعتصمون أمام الاليزيه ويطعنون بنزاهة الانتخابات و ما إلى ذلك مما نراه الآن في مصر مثلا  رغم ان الخاسرين لهذه الانتخابات هم بالملايين ، بل انك لا تلاحظ التغيير في الحياة اليومية عند تغير الرئيس حتى ان ساركوزي و رغم حنقه وكرهه لهولاند فقد هناه على فوزه وخرج من الحكم بشكل حضاري وبلا مشاكل أو  إراقة دماء..

 

أنني وكثيرون مثلي من السوريين نحلم بوطن للجميع يقوم على قبول الآخر و ان اختلف معنا برأيه ...وطن يتوقف فيه القتل قبل كل شئ  يحاسب فيه المسيء ويردع ... ويكرم فيه المبدع و المخلص لكفاءته لا لشيء آخر 

وطن ينشا فيه جيل لا يخاف من المطالبة بحقوقه حتى ينبذ فيه المتسلقون فلا يجرؤون على التسلق و التملق، نحن شعب يستحق ذلك ...بل ان لدينا من التاريخ والنخوة والكرامة ما لا تجده في بلدان الغرب.

2013-01-05
التعليقات
واحد
2013-01-07 22:52:15
قرفان عالاخر
كانت المشكلة في البداية هي عدم قبول الآخر أما الآن وبعد كل الدماء التي أريقت من اجل محور المقاومة العتيد فقد أصبحت مشكلة ثار و كراهيه وخربان بيت ....لك والله غير ربنا ما بيحلها...

سوريا
سوري
2013-01-07 11:36:15
طفران عالآخر
المشكله الاخرى هي الظلم والإقصاء من مجموعة أو طائفة للأخرى الأمر الذي يولد أو يفرخ الكراهية ويستبعد قبول الآخر و الله يستر من الآخر

سوريا
سامر أديب
2013-01-05 09:50:05
.
مع أني موافق على مضمون المشاركة ولكن هناك نقطة أخطأ فيها الكاتب حين أشار إلى الوضع في مصر ففي مصر لم يخرج أحد معترضا على نتائج الإنتخابات الرئاسية ولكن خرجوا إحتجاجا على الإعلان الدستوري الذي يعطي الرئيس صلاحيات واسعة

سوريا