هناك من قال قديما (لا تبيع فرو الثعلب وهو في الغابه ) و(لا تشتري سمك في البحر ) واذا كان من السهل على البعض التبرع بالوعود المؤكده التي في حال عدم تحقيقها على ارض الواقع فانها تشكل صدمة ليس لمن اطلق لسانه بالوعود بل لمن صدق كلامه واخذه على محمل الجد وبنى عليه آمالاً مثل من يبني قصورا في احلام اليقظه ولكنها تختفي عند انقطاع الحلم والعودة لمواجهة الواقع
ومن يقبض ثمن فرو ثعلب حر طليق في الغابه ويحمل بندقيه الصيد ويتوجه الى الغابه ولكن الاحتمالات مفتوحه في ان تلدغه افعى او تنزلق رجله فيسقط في حفرة لا يتمكن من النجاة فيتحول جسده هو الى طعام للوحوش والغربان ويبقى الثعلب حرا طليقا محتفظا بجلده ويضيع الصياد وجلده اما من يشتري سمك في البحر فربما يغادر السمك منطقة الصيد او يختفي في الاعماق ويعود الصياد خاويا او يغرق ليتحول الى طعام للسمك فلا بيع ولا شراء ومن دفع ثمن السمك خسر ما دفعه للصياد
وهناك من الناس من يراهن على مكسب مضمون من تجاره ويصاب بالصدمه عندما يخسر حتى راس ماله وصاحب شركه تجارة مواشي غرق المركب الذي يحمل سبعة الاف رأس من الماشيه ولم يكن هناك وثيقة تأمين فخسر التاجر كل ما يملك وتحول الى متسول في بلد غريب والصدمة هنا قاسيه جدا على النفس البشريه حين يجد نفسه صفر اليدين وفي ظل ظروف مستحدثه قبل اعوام من السهل على من كانت يده خارج النار والجمر التنظير وطرح الافكار والدخول في حوارات وجدالات عقيمه لاتعني باي حال من الاحوال
من فقد مصدر رزقه وسقف بيته واختفى اعز الناس الى قلبه ويعيش في رعب متواصل بسبب اعمال عنف لاناقة له فيها ولا بعير ولكنه لا يجد رغيف الخبز ولا شربة ماء ويفترش الارض المبلله بمياه الامطار ويلتحف غيوم السماء وتصطك اسنانه بردا ويشعر بطعنات اكثر ايلاما من طعنات الخناجر وهو عاجز عن توفير رغيف الخبز او السقف الدافىء لزوجته واطفاله والسبب في كل ذلك هو ان قدره شاء له ان يكون في منطقة صراع مراكز قوى اقليميه ودوليه ترافقت مع اطماع متسلقين لا علاقة تربطهم بالانسانيه وانتهازيين راغبين في التمدد الجغرافي وتحقيق احلام متجدده في اعادة عقارب الزمن لاعادة المجد المندثر واعادة بناء باب مجد تناثرت حجارته والضحايا اما يستخدمون مواد اعلاميه للاستعطاف واستثارة مشاعر البسطاء لشحن اجواء تعاطف مع طرف واستنكار لطرف اخر
وكلما اقترب طرف من الفشل حاول مضاعفة محاولاته في الايحاء بانه موجود وقادر على التأثير بزيادة اعداد الضحايا بالقتل العشوائي الذي لا يختلف عليه اصحاب الضمائر بان جوهره ارهاب مهما تم تغليفه بمبررات لا يستسيغها من كان بين جنباتهم ضمير انساني بمعنى الكلمه المختلف عن كلمة الانسانيه المتداوله التي تستخدم لاغراض تتناقض مع جوهر الانسانيه الحاضره لفظا الغائبه فعلا في معظم الاوقات ويفترض على أي انسان ان يقبل للاخرين ما يقبله لنفسه وان لا يقبل لنفسه ان يكون اداة مجانيه او مدفوعة الثمن لتحقيق اهداف اناس موتورين وبلاضمائر والمساهمه في صعود متسلقين وانتهازيين فوق اكتاف الشعوب تحت شعارات براقه ظاهريا لكن جوهرها اسود بامتياز ولا تجذب الا عديمي الفطنه و البسطاء والمنتفعين وعديمي الضمير الذين يشكلون روافع للمشاريع والرموز الهابطه