« ترك لك بعض النبض ...» ...
فيروز تغني :
«انت وانا ياما نبقى ... نوقف على حدود السهل
وعلى خط السما الزرقا .. مرسومة طريق النحل »
لم تكن قادرة على الوقوف طويلاً أمام سماعة الهاتف
.. كنت تسقط وريداً رويداً .. وتتجه صوب أرض تمنت للحظات أن تفتح سراديبها وتضمها
..
تخدعنا طويلاً أمنياتنا ولكنها تردينا في لحظة ..
أنا التي حاربت الدنيا لأكون بجانبك .. تخونني في آخر اللحظات وتأخذ اول قطار للموت
وتتركني .. وحبنا الذي بنيناه من سنين قصة قصة . قطرة قطرة .. لمن سأرويه ومن سيكون
شاهدي الملك ..
حتى عندما أصابك الحادث ووجدتك أمامي كتلة إنسان مصاب بشلل دماغي لا تقوى على
الحراك .. لم أقل إني سأستقل المسافات وأرحل .. رغم إنك لن تأتي إلي راكضاً ولن
تضمني منذ لك اليوم .. لكني لم أقل إني راحلة ..
حتى عندما سرقوني منك أهلي وحاولي أن يرشوا قلبي لنسيانك رفضت .. انا التي حرموني
منك شهوراً وسنين .. وانهيت دراستي بعيداً عن عينيك قريبةً من نبضك .. كنت على يقين
إنني عائدة إلى محرابك .. كانت صورتك أمامي في كل لحظة .. أنت حبي .. لا كنت أكثر
كنت ارتباطي الوثيق بما تبقى من أيام ..
أيامي التي أصروا أن يتركوها مرتبطة بهم ، فعجلوا بسفري إليهم .. وتركوا قلبي على
بعد غربة من مئات الأميال ... وهناك في أرض ليست لي ولم أرتبط بها لأنك لم تكن
تتنفس هوائها ،، قلت لهم إني أريدك بكل قواي العقلية وإني عن سبق اصرار وترصد أريدك
.. وكان قدرنا على قدر تمنينا .. والتقينا وجمعنا سقف واحد وحلم واحد ،، ورحلة حياة
..
تحملت اتهامك لي بأني مشفقة ،، وكنت عاشقة ، بإني فقط أدرت أن اثبت إني مثالية ،
وما كنت إلا مطراً على أيامك
« اذا رح تهجرني حبيبي ... ورح تنساني يا حبيبي ... ضل تذكرني وتذكر طريق النحل »
خذلني خذلانك لي ... وكنت أرقب كل يوم انكسارك .. وانا التي كسرت كل قيودي لأكون
معك .. كان يرعبني مجرد التفكير بأن أيامك ستمضي وأنا سابقى .. كانت كلماتك مسدساً
ولم تكن عاجزاً ..
كنت مصراً أن أتركك وأعود إلى اهلي .. لأرتب أمري .. وأجازف بابتعادك عني .. لماذا
لم تقل لي ابقي .. وأنا التي كنت انتظر فقط كلمة لأبقى ..
وكان إن جاء مساء ما .. أضع بين يدي صورنا ، وبعض حياتنا .. وانتظر يوماً أقرب أعود
إلى أحداقك .. يأتي الصوت من البعيد ليقول ترك لك بعض النبض ...
يا لأنانيتك .. أرحلت حقاً من دوني .. هل استكثرت علي اللحظات الأخيرة .. فقط لثبت
لي إنك لم تكن عاجزاً ..
قاربت الأرض التحفتها .. باردة مشاعر الأرض .. ودمعها كان عزيراً ...
والفيروز ما زالت تقول :
« اذا رح تهجرني حبيبي ... ورح تنساني يا حبيبي ... ضل تذكرني وتذكر طريق النحل
قتلتني كلماتك لأنني عشتها... ما أصعب القهر والخذلان والتخلي
كل الشكر لمرورك الراقي ، وتفاعلك .. مجدداً كل الشكر