syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
ربيع عن ربيع بيفرق ...بقلم : ماجد جاغوب

في فصل الربيع تكتسي الارض بالخضره وتبدأ الطيور ببناء اعشاشها على اغصان الاشجار وترفرف باجنحتها عاليا تعبيرا عن فرحتها لشعوها بانها تملك الدنيا باكملها مع انها تقف على غصن شجرة لا تملكه وتشعر بالحرية في الجو الدافىء وتتمعن في منظر الطبيعة الخلاب


 وتزقزق العصافير معبرة عن فرحتها بما وهب الخالق الطبيعة من قدرة على اعادة دورة الحياة التي تتجدد معها حياة المخلوقات ويستمتع الناس بالجو الربيعي ليخرجوا للنزهات في الجو المعتدل الحراره والتنعم باشعة الشمس الدافئه وتجديد نشاط النفس بمنظر الارض التي تحولت الى بساط اخضر بعد ان ارتوت بمياة المطر هبة الخالق عز وجل

 

 اما في ربيع بعض الشعوب فقد اطلقوا مسمى ربيع على حالة تم كسر القمقم الذي هو عباره عن اقبية ودهاليز معتمه وحالكه ظلماتها متفاوته على مدار قرون امتدت الى الخمسه تحت مسميات مختلفه لعباءات بشعارات فضفاضه ومطاطه من باب عالي امتد لاربعة قرون من الاستغلال والتجهيل حتى لو اعترض البعض على اساس العواطف التي اجاد الاتراك استخدامها لامتصاص خيرات العرب لتعمير بلادهم على حساب شعوبنا ثم اعتبر الغرب ان العرب ايتام وجغرافيتهم ملعب مفتوح فهيمنوا عى الحجر والبشر تحت مسميات وصاية وهي تستخدم على المستوى الفردي على القصر والايتام العاجزين والانتداب على الجغرافيا والديموغرافيا وهم سمحوا لانفسهم بانتداب انفسهم للهيمنه وقسمونا الى دويلات وجوازات سفر مع ان هويتنا واحده وهي العروبه

 

 ولكنهم نجحوا في زرع الحواجز الفولاذيه بين ابناء الامة الواحده داخل الخزان الفليني الغلاف الخارجي وقد ازدادت الحواجز الداخليه ارتفاعا وسماكة على مدار مائة عام كان من السهل اختراق الخزان  من الخارج ولكن التواصل للقابعين داخل الخزان محظور عليهم التوحد بل زرع حواجز نفسيه فولاذيه  لضمان  ان لا يحلموا حتى بالوحدة فيما بينهم والخزان هنا يختلف عن خزان ابو الخيزران في رواية غسان كنفاني رجال في الشمس ومع انتهاء العقد الاول من  الالفية الثالثه  بدأ ما سمي بالربيع العربي الذي جفف المشاعر الجميله وزادها قساوة على بعضنا البعض واصيبت السنة الطيور بالشلل من هول بشاعة المناظر واختفت الطيور في جحور اكثر عمقا من التي تختبىء فيها عادة من البرد والمطر لانه ربيع الانسان الاكثر خطرا وارتوت الارض بمياه مالحه من دموع الارامل والايتام والثكالى والمنكوبين واصبحت تربة الاوطان عاجزة عن امتصاص دماء الابرياء التي لا يدري الضحايا ولا اهلهم لماذا سفكت دماءهم وفقدوا حياتهم في زمن يقال عنه ربيع تتجدد فيه الحياة ولا تقتل فيه الارواح البريئه  وتستباح الاوطان  لان المشاعر جفت من التحريض ودوامة الفتن والتشجيع على سفك الدم خدمة لاغراض مشبوهه

 

حيث ان غالبية من تربعوا على العروش ما بعد الربيع اما يحملون جوازات سفر اجنبيه مزدوجي الجنسيه واما انهم مرتبطين روحيا بالسياسات الاجنبيه وهذا ليس وليد اللحظه ولا المصادفه لانه ليس الربيع بل الفوضى التي تم التخطيط لها منذ عقود ونجحت تجربتها في العراق حيث اختفى مضمون الدوله وبقي الاسم المفرغ من الجوهر  وتحولت الى ساحة اقتتال وصراع والثروات تنهب لان اهل البلاد منشغلين ببعضهم ومن السهل السيطرة عليهم وعلى ثرواتهم وجوهم وبرهم وبحرهم واي حرية سوف تأتي في ظل تغيير شكل الاستعمار مع الابقاء على جوهره وهنا يمكن القول ان الربيع حياة ولكن ربيعنا موت ودمار وفتنة ودماء وعودة الى مرحلة ما قبل الاستبداد أي الكهوف والزوايا والجحور وكل ديك على تلته صياح

 

2013-01-12
التعليقات