كثيرة هي الأحداث التي يشهدها الإنسان خلال حياته
إن كان على المستوى الشخصي أو على كافة المستويات الأخرى التي تهمه وتلامس واقعه
اليومي الذي يعيشه , ولكن بعض هذه الأحداث نفرح بها ويبقى أثرها جميلاً في نفوسنا
وذكراها تشعرنا بالدفء والطمأنينة وبعضها تكون محزنة ولا يمحى أثرها بسهولة ونحس
بها وكأنها جراحاً لا تلتئم أبداً ...
وكل هذه الأحداث والمتغيرات يسجلها التاريخ وما
أصعب اليوم الذي يأتي فيه التاريخ ويتكلم عن الحقائق والظروف والأجواء التي رافقت
حدوث كل ما عاصره الإنسان خلال فترات معينة من حياته أو أحداث كان قد سمع بها خلال
سنوات قد مضت ..
وكم يصعب علينا عندما نعرف بأن أسباب بعض أحزاننا هم أشخاص قريبون منا وكانوا لفتراتٍ طويلةٍ يشاركونا أكلنا وشربنا وأغلب تفاصيل حياتنا ولم نكن نتوقع بأنهم يتمنون لنا الشر أو هم المسببون له وحتى عندما يحدث معنا أمر ما غير متوقع حدوثه بهذا الشكل ولا أن تكون نتائجه قاسية وظالمة وإذ بهم نفسهم هؤلاء الأشخاص الذين يدعون قربهم منا وخوفهم علينا هم السبب بحدوثه , وكانوا يتمتعون بالنظر إلينا ونحن نضعف ونعاني ما نعانيه ولكن يظهرون لنا عجزهم عن مساعدتنا وبنفس الوقت وقوفهم بجانبنا وقوفاً كاذباً لأنهم يحبون رؤيتنا نتعذب , ونحن لم يصدر عنا أي تصرف أو موقف يضر بهم بل وعلى العكس نحبهم ونتمنى لهم الخير كما نتمنى لأنفسنا وأكثر ..
فهل هذه هي سنَة الكون أن يكونوا هؤلاء الأشخاص موجودون في حياتنا يعكرون صفوها ولا يعرفون غير الكذب والخداع , إلا أن الأصعب من كل هذا أن يكون هناك من يريد تدمير وطن بالكامل والقضاء على حضارته وثقافته وكل ما بناه أبناء هذا الوطن وكل هذا ضمن خطة ممنهجة وشبيهة لما قاموا به في بعض الدول الأخرى التي أرادوا لها الخراب والدمار وحتى قطع لقمة الخبز عن الشعوب التي تعيش في هذه الدول , دون النظر والأخذ بعين الإعتبار بأنهم في النهاية بشر ولا يجوز معاملتهم بهذا الشكل الذي يجعلهم يتألمون ويتعذبون ويعانون البرد والجوع والعطش بحجة تحريرهم من الإستبداد وتطبيق الديمقراطية في بلادهم هذه الديمقراطية وغيرها من الشعارات التي كانت وما زالت لعبة الدول في التحضير والتجهيز وإيجاد الدوافع الملائمة لأية حرب يريدون خوضها في وجه كل من يقول لهم كلمة لا لأن هذه الكلمة ليست موجودة في قاموسهم الحضاري ومعجمهم الديمقراطي , وربما لن نجدها أبداً على لسانهم لأنهم يفضلون من يقول لهم نعم دائماً ورأسه منخفضاً مذلولاً لهم فهم لديهم أساليبهم في إخضاع الرؤوس التي يتعاملون معها وبالرغم من إنحطاط هذه الأساليب التي تصل في أغلب الأحيان إلى فضائح جنسية وأخلاقية وبعضها فساداً مالياً وكل هذا كان سبباً في سقوط رؤوساء ووزراء , وفي يومٍ من الأيام هذا الفساد وهذه الأفعال غير الأخلاقية كانت تحت إشرافهم وتدبيرهم وبتشجيع منهم حتى عندما يطلبوا من هؤلاء الخانعين أي أمر يقولون لهم حاضر ولا أحد يتجرأ على أن يقول لهم لا لأنه يعلم نتيجة رفضه وآثارها على سمعته ومكانته بسبب ما قام به من هذه الأفعال وهذا الفساد ..
وفي أزمتنا الحالية وحده الله يعلم عن هؤلاء المنافقين المتربصين في الخارج والذين سرقوا لقمة عيشنا خلال هذه الأزمة ولهم أثر كبير في كل ما يحدث وكل ما نعاني منه وللأسف بأنه يوجد البعض في الداخل وما زالوا يتغنوا بالوطنية ويدعوا خوفهم على الشعب السوري وقد كانوا وما زالوا أحد أسباب هذه الأزمة ولكن لا أحد يحاسبهم بالرغم من أن بعضهم ليس بتلك المناصب الحساسة وما زال الشعب السوري ينتظر محاسبة كل المتورطين إن كان في الداخل أو في الخارج ومهما كانت رتبهم ومناصبهم أو أننا يجب أن نصبر حتى مرور عشرات السنوات حتى يعرف الشعب السوري حقائق بعض الأمور وعندها يجب أن ننتظر ونقول سنعرف الحقيقة عندما يتكلم التاريخ .
مساء الخير
الأفعال الثلاثة أستاذ عهد هي محور القضية . فعل ماض : يقض مضاجع الضئيل والصغير والمجرم لينتقم من سوريا . وفعل حاضر : يجسد الإنتقام بأبشع صوره . وفعل مستقبلي : يرسم بوضوح ملامح سوريا المقبلة ووحدهم المتبصرون يرون والباقي يسأل .. ماذا سيحدث ؟ . المستقبل للأشراف في سوريا فقط
الأستاذ عهد تحياتي لك , هذا موضوع شيق وقد ذكرت بعض الأمور الواقعية ولمحت لأمور أخرى وربما تركتها للتاريخ حتى يتكلم عنها ولا نعرف كم سننتظر ولكن تاريخنا الماضي فيه الكثير من الأحداث المخجلة والكاذبة وأما تاريخنا الحالي فحدث ولا حرج وشكراً .
سيقول التاريخ بأن الفساد والخيانة والتآمر كلهم أوصلوا سوريا لهذه الحالة المأساوية ولكن للأسف الشعب السوري هو الضحية .
هناك العديد من الأحداث التي شهدناها في عصرنا الحالي وبعضها سمعنا بحدوثها في زمن مضى وقد كثرت الأقاويل والبراهين حول حدوثها إلى أن تكلم التاريخ وفضح حقائق هذه الأحداث .
عندما يتكلم التاريخ ماذا سيقول؟؟؟ربما يقول انتم أبناء سوريا الشرفاء كنتم الحضارة ومازلتم الحضارة والشرف والكرامة ..صديقي عهد سلمت يداك ودام قلمك ينبض بحسك الوطني
الكاتب المحترم عهد ... كم هو رائع هذا المقال وقد لفت إنتباهي العنوان والأجمل هو ما كتبت يداك وكل ما تحدثت عنه واقعاً نعيشه ولا بد أن يأتي اليوم الذي يتكلم فيه التاريخ وشكراً لك وبإنتظار جديدك .
حين تقرأ التاريخ لم تعد بحاجة لقراءة المستقبل او الحالي من الزمان لاشئ خارج التاريخ يا اخ عهد لان المنطقة تحت وطأة مستعمر أو متآمر من العرب وشي بيخجل ...