syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
وأبكي.. فتَبكي القوافي معي... بقلم : مصطفى قاسم عباس

يُدَوّي أنينِيَ في مسمعيْ

فأنثر في وجنتِيْ أدمعيْ

وأنظمُ في السِّفرِ حرفاً ينوحْ

وأبكي..

 فتَبكي القوافي معي...

وأسألُ نفسي :

لماذا الشّجى

أليلُ المآسي بعُمْري سَجى ؟


وأرنو لماضٍ كَرسْمٍ يلوحْ

وطيبُ الشذا من خيالي يفوحْ

فأَنسِجُ في اليأس خيطَ الأملْ

وأرسمُ شعراً كساهُ الخجلْ

ليعبِقَ في الكون حلواً شذاهْ

ويشدو كنايٍ يُناجي السّفوحْ

 

 أيَحني نخيلُ القوافي الجباهْ ؟ !
أتُضني قريضي شجونُ الحياهْ ؟!

ومن غيهبِ البؤسِ أرنو لنورْ

يُبدّلُ حزني وشَجوي هَنا

يبدّدُ ليلاً طويلَ العَنَا

ويوقظُ في النفس غافي الشّعورْ

فتصبحُ وسنى شموعُ المنى

وتنمو الرياحينُ في أضلعي

وأهمس في الشمس : لا تطلعي

ففي القلب فجرٌ بهيُّ السّنا

*******

 

أريجُ الْخُزامى يُناغي الربيعْ

وبلبلُ دمعي كئيبٌ وجيعْ

يُغني فيَكْسرُ صمتَ المسا

ويسقي نجومَ الثريّا أسى

أسىً منه شاب الوليدُ الرضيعْ

وأشعلَ جمراً بِيَمِّ الصقيعْ
وإن أثخنَتْنا جراحُ العذابْ

وإنْ قلبُ تلك المآسي قسا

فعارٌ علينا بأن نيأسا

فهيّئْ إلهي سبيلَ الهدى

ليخضلَّ وجهٌ لنا بالنّدى

ونحيا معاً ضمنَ كوخٍ صغيرْ

يُظِلُّ الغنيَّ ويُؤْوِي الفقيرْ

على الودِّ والطهر قد أُسِّسَا

 

وبالحبِّ طيرٌ به غرّدا

فنغفو على لؤلؤٍ من ترابْ

ونحلم أنا امتطينا الشّهابْ

فيغدو لنا الكوخُ قصراً كبيرْ

...فمنه انطلقنا لنبني غدا

به النورُ أبهى وننسى الْمَدى

وتَنْزِفُ مجداً جراحُ الْمُدى

ونسقي فراتاً فيروي الجميعْ
فلم يروِنا وهمُ ذاكَ السرابْ

....سيشرق فينا جمالٌ بديعْ

فبدرُ الحقيقة فينا بدا

ونرقى مع المجدِ هامَ السحابْ

ونرقى مع المجد هام السحابْ

 

 

 

 

 

 

 

2013-02-04
التعليقات
...رزان ...
2013-03-17 23:15:56
حلو ..
كنت اتنقل في صفحات مساهمات القراء حتى مللت وفتحت عبثاًقوافيك الباكية فأغرقتني ببحر من حنين ..حنين لكل ماهو جميل ..موسيقا حروفك الهادئة ومعاني كلماتك الصادقة الشاعرة اخذتني من واقعنا المدمى لتمسح على الجراح وأعادتني إلى مدرستي عندما كنا أطفالاًفي الصف السادس وندرس قصيدةالمساء لإيليا ابو ماضي وكأنك قراتها ثم عشت حياتنامعنا ثم كتبت ماكتبت سلمت يداك وعاش الشعر في خلدك

سوريا
... رزان...
2013-03-17 22:57:41
حلو...حلو
كنت اتنقل في مساهمات القراءحتى مللت فنحت عبثاًقوافيك الباكيةقبل ان اخرج فأغرقتني ببحر من حنين لقصائد الطفوله لقوافيك موسيقى ناعمة كتلك اللتي حفظناها في كتب المحفوظات في الابتدائي ...؟ لابد انك تذكرت معي قصيدة المساء لإيليا ابو ماضي في الصف السادس وكأنك قرأتها ثم عشت زماننا وكتبت ..كلماتك جميلةومسيقاها هادئة ومريحة.. بالتوفيق

سوريا
batool
2013-03-13 17:15:43
..
فعلا عار علينا أن نيأسا شكرا لكتاباتك الصادقة

سوريا