غادر الثعلب وكره في الغابه في عصر يوم ربيعي مشمس دافىء متوجها لزيارة ابن عمه الذئب في الطرف الاخر من الغابه وفضل تغيير الطريق المعتاد والسير في طريق متعرج وفي منتصف الطريق تقريبا وتحت ظل شجره وارفة الظلال لمح الثعلب امام جحر الارنب منظرا جذب انتباهه وشل افكاره وانساه ابن عمه الذئب
فالارنب يتبادل الحديث مع خروف لم تبخل امه النعجه عليه بالرضاعة والنظافه وحديث السن ولحمه طري وشهي فنسي ابن عمه الذئب وقال في نفسه ابن عمي موجود دائما اما هذا الخروف فهو فرصة من الصعب ان تتكرر والبس نفسه قناع الفضيله وبادرهم بالسلام وجلس يقصفهم بروايات عن الاخلاق والفضيله والتعاون والحرص المتبادل على حياة الاخرين ولجهل المسكينين بمواصفات الثعلب الموروثه فالمكر والدهاء الممتزج بالوحشيه هي صفاته التي لا يمكن ان تتبدل ولا تتغير على مر الازمنه
وعندما اختفى قرص الشمس وراء الافق وحل الظلام عرض الثعلب على الخروف مرافقته الى امه حتى لا تقلق عليه ولحمايته من المخلوقات المتوحشه في الغابه فوافق الخروف بعد ما سمعه من الثعلب من مجموعة محاضرات عن الفضيلة والتعاون والحرص المتبادل وفعل الخير
وفي صباح اليوم التالي حضرت النعجه للبحث عن فلذة كبدها الذي لم يرجع اليها بعد مغادرته لزيارة صديقه الارنب ووجدت الارنب يرعى الحشائش حول جحره وبادرته بسؤال مشوب باللهفه لمعرفة مصير ابنها فاجابها الارنب ان الثعلب عرض مرافقته لكي يصل اليك سالما وهنا اصيبت الام بالصدمه وقالت صارخه الثعلب يحمي فلذة كبدي هل انقلبت معايير الطبيعه وغادرت هائمة على وجهها وهي تتوقع كل شىء سيء الا ان تجد فلذة كبدها على قيد الحياة
ولاحظت مجموعة من الغربان ملتفه حول بقايا فريسه واقتربت لتذرف دموع الوداع حيث لم يتبقى من فلذة كبدها سوى بعض اللحم على الجلد تقتات به الغربان وغادرت الى مكانها في الغابه وقد تحول ضوء النهار الى حاجز اسود امام عينيها وليس امامها من خيار سوى الرضوخ لشريعة الغاب التي لا ترحم الضعفاء ولكنها سمعت عن مخلوقات اخرى تقتل بعضها باعداد تفوق الخيال ليس من اجل الحفاظ على البقاء بل للتسليه ودفن بعضهم في التراب ورضيت بقدرها قائلة لنفسها ان ظروف غابتنا على الظلم الذي نعيشه ارحم من ظلم المخلوقات الاخرى لبعضها البعض مع ان الله كرمها بعقول مميزه عن جميع المخلوقات الاخرى