الخجل.... شعور بشري يُشعر الإنسان بالإهانة، الخزي والضيق، بسبب مواقف شخصية أو أسباب معينة تجعل الشخص عاجزاً عن متابعة تحقيق أهدافه الشخصية أوالعملية، والخجل شعور يجعل الشخص الخجول دائماً منشغلاً بأفكاره وأحاسيسه الخاصة، فيتحاشى الآخرين دوماً ولا يثق بغيره أو حتى بنفسه، ولا يميل إلى المشاركة في المواقف الاجتماعية مفضلاً الإنزواء والإبتعاد عن المجتمع.
وقد ينقلب هذا الخجل الخفيف إلى خوف اجتماعي شديد يجعل الشخص ضعيفاً غير قادرٍ على مواجهة أعباء الحياة، ويمكن للخجل أن يكون مؤقتاً أو صفة شخصية تلازم صاحبها مدى الحياة، كما أطلق عليه أنه العاطفة التي تخبرنا أننا لا شيء.ومن المؤكد أن الإنسان عندما يخلق لا يكون خجولاً، فكلنا نولد لهذه الحياة بصرخة متشابهة، أي أن الخجل ينمو مع نمو الإنسان، وكأنه بذرة تخلق معه لأسباب عديدة، فهل يعتبر المرض في مجتمعنا سبباً من أسباب الخجل؟
لا يخلو أي إنسان من مرض سواءاً كان عضوياً، نفسياً أو حتى حالة مزمنة أوغير مزمنة
...فلماذا نشعر بالخجل والخوف من البوح والإعتراف بوجود المرض وحقيقته ؟تخيل ....لو
كنت أعمى لا ترى من الحياة ضوء الشمس ونور القمر، أخرساً تخاطب الناس بلغة الإشارة
ولا تستطيع التعبير عن مشاعرك، عقيماً تعاني من مشاكل الإنجاب وتهرب من فضول
المجتمع وأسئلته ، مقعداً عاجزاً لا قدرة لك على الحركة، فقيراً لا قدرة لك على
شراء دوائك ...
جرب القيام ببعض الحركات اللا إرادية البريئة والغير مقصودة والتي يقوم بها أي معاق ...أغمض عينيك وتخيل الناس والمجتمع من حولك...كيف ستكون نظرتهم إليك؟ هل تخيلت ذلك؟...هل أحسست بالألم والضيق؟...والأهم من كل ذلك هل شعرت بنوع من الخجل من شفقتهم ونظرات الحزن والأسف التي في أعينهم ؟أمراض كثيرة ومتعددة ..إعاقات جسدية ونفسية وعصبية لا تعد ولا تحصى، ونحن في مجتمعنا الظالم نرى الإنسان المريض مكسوراً متألماً يحتاج للمساعدة، ونتطلع إليه دوماً بنظرة الشفقة والحزن والألم على ماهو عليه، ولكن ما يزيده ألما فوق ذلك هو أن يشعر المريض بالخجل...أو يخجل من حوله منه .
لا أعلم هل أشعر بالذهول أم بالأسف على عائلات كثيرة تنظر بخجل شديد لمرض أحد أفرادها، وقد ينقلب هذا الخجل الشديد إلى كره أشد منه، مما ينعكس على علاقاتهم الداخلية، وهذا الكره الشديد للشخص المريض يتولد لسببان، إما بسبب إنشغال الأم بشكل خاص بمريضهم مما يقلل من تلبية احتياجات بقية الأبناء، أو لما قد يسببه مريضهم من شعور بالإحراج، فنظرة المجتمع للشخص المريض لا تزال سلبية، فبعض العائلات مثلاً لا توافق حتى على الخروج معه، مما يعرض المريض إلى ضغوطات نفسية كبيرة تجعل موضوع اندماجه مع المجتمع أمراً صعباً وهذا يعطله عن قدراته وتحقيق أهدافه لشعوره بالإهتزاز وفقدان الثقة بالنفس والخجل.
ومن المشاكل الهامة أن مجتمعنا يصف الشخص الشريرفي بأنه مريض نفسي، وهذا غير صحيح ومناف للواقع، لأن المرضى النفسيين مسالمون وضعفاء ويحملون قلوباً معذبة وضعيفة ، مما يجعلهم خجولين ليس فقط من مواجهة المجتمع بل من مواجهة الطبيب أيضاً، وهذا لا يتضمن فقط المرضى النفسيين بل الكثير من المرضى الذين يخجلون من مرضهن ولا يعترفون به مما يجعل حالهتم الصحية تزاد سوءاً.
وبعض الأمهات في مجتمعنا تخفي حتى حقيقة مرض أحد بناتها كي لا يؤثر بشكل سلبي على زواج بقية أخوتها، فالمرأة في مجتمعنا الظالم محرجة حتى في مرضها، وينظر له على أنه عار لها ولأسرتها، مما قد يقضي على فرصتها أو حتى فرص أخوتها في الزواج.
وأحياناً يكون الموضوع عكس ذلك تماماً، فتكون معاناة الأسرة لا تقل عن معاناة مريضهم بل تزيد في بعض الحالات، فبعض الأسر وبحسن نية وقلة وعي تفصح بحقيقة المرض، مما قد يتسبب بزيادة آلام مريضهم وخجله من المجتمع، فالإهتمام الزائد قد يحدث زيادة في آلام المريض والإهمال الزائد يكون سبباً معاناته. أمور سيئة وعادات أسوأ تجعلنا ننظر إلى المرضى على أنهم في وضع مزري وغير مرتاحين ويحتاجون إلى شفقة ونظرة استعطاف دائمة، مجتمع بحاجة لتوعية لمحو أفكاره وآراءه الخاطئة، وتغير نظرته السلبية، وذلك لتنفك عقدة الخجل من أي مريض ويرتبط برباط مباشر وسريع مع مجتمعه ويتواصل ويندمج معه باستمرار.
فالمريض ليس مريض الجسد والصحة بشكل عام بل هو مريض التفكير والعقل ....فالعقل هو النور والنور هو ضوء الحياة والحياة تحتاج للقوة وقوة الإنسان في عقله ، وإن لم يعرف كل إنسان كيف ينور حياته بعقله وتفكيره فهذا هو المريض وليس الذي يجلس على كرسي بعجلات أوالمريض بمرض دائم مرافق له كاسمه وغيرها من الأمراض والإعاقات الصحية .
فالشخص المريض كأي انسان يحق له أن يعيش حياة مستقرة، وآمنة وسعيدة كغيره من الناس، فالمجتمع الذي لا يوفر لأفراده حياة كريمة ليس مجتمعاً متحضراً، حيث يلتهم فيه القوي الضعيف، ويصادر به حق الإنسان، حتى وإن كان هذا الحق هو الإبتسامة دون خجل وبكل ثقة، ولكن تبقى هذه الإبتسامة حقاً من حقوقه، فعلينا أن نعلم أن هؤلاء المرضى بشر مثلنا يرون مثلما نرى، ويسمعون مثلما نسمع، والأهم من ذلك أنهم يملكون الإحساس والشعور اللذي نملكه.. فإن اختلفت المقاييس الجسدية تبقى المقاييس الروحية متوازية ومتكافئة.
أنا احببت الموضوع ممكن يعبر عني يمكن احسست بيه لاني مريضة صرع ونظرة المجتمع متحفظة كثيرا في هذا الموضوع وخاصة العائلات العربية وكما كتبتي في الاخير يحق لكل إنسان أن يبتسم بدون خوف فنظرة المجتمع لهذا نوع من الأمراض والاستهزاء بيهم كااشخاص يعتبر نوع من الإرهاب سيدتي احيكي عل موضوع اتمنى المواصلة واتمنى موضوعك البسيط والجميل يوصل لكل العالم