syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
سوريا التي نعرف ...بقلم : إبراهيم الحكمي

انني اعلم من تقاوم سوريا فعلمي نابع عن تتبع للصراع العربي في مواجهة الاستعمار والصهيونية بدءً من انتهاء الحرب العالمية الاولى وحتى اليوم فلو استعرضنا وقائع المواجهة بين القوى  التحررية التي تدرك من تواجه وبين القوى التي تلبس بعضها بالشعارات الدينية والبعض الآخر  بالشعارات الوطنية دون ان يكون لديها معرفه بمشاق النضال ومقاومة المستعمرين ومن يستعين بهم  من ابناء جلدتنا


 هؤلاء الذين يتصدرون الصفوف لنيل الرئاسه وتملكها بأي ثمن على حساب الأوطان مستجيبين لإغراءات الاعداء لايلبثون اذا ساعدهم الحظ بالوصول الا عشية او ضحاها ويسقطون تحت  اقدام المظلومين في اقطارهم مهما طال الزمن بهم وتكثفت حماية من يرتمون في احضانهم نجد أن من ارتموا في حضنهم اول من ينظفون  اياديهم عنهم

 

وهذا ما حصل للشاه والسادات وبن علي ومبارك  وقبلهم الشريف حسين بن علي الذي اخرجوه من الحجاز وكذلك الادريسي من جيزان وعسير  وسلمت امارتيهما لعبدالعزيز ال سعود الذي كان شيخاً على الدرعيه ثم استولى على مشيخة بني  رشيد فتسمى (سلطان نجد ) ثم سلطان ( نجد والحجاز ) ثم بعد ابتلاع امارة الادريسي سمى ملك المملكة العربية السعودية واعترف به حلفاءه الغربيين وفي مقدمتهم (بريطانيا) فأصبحت الأرض  والانسان ينتسبان الى نسب الاسره وهذا مخالف للشرع والأعراف والاخلاق .


لذلك فإن القيادة السورية الصامدة من بعد وفاة الزعيم جمال عبدالناصر طيب الله ثراه وكذلك الشعب  والجيش العربي السوري ينطبق عليهم قول لقيط الايادي  حيث:


وقلدوا امركم لله دركم                 رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا يطعم النوم الا ريث يبعثه          هم يكاد حشاه يقسم الضلعا
لا مترفا ان رخاء العيش ساعده         ولا اذا عض مكروه له خشعا
مازال يحلب هذا الدهر اشطره          يكون متبعا طوراً ومتبعا
حتى استمرت على شزر مريرته         مستحكما الراي لا قحما ولا ضرعا


لذلك فإن سوريا لم تكن لتحافظ على مبادئها وكرامتها وانتمائها لولم تكن قيادتها تتمتع بهذه الحنكة  التي لا تضعف امام المغريات حيث ان هذه القيادة اثبتت انها تعي التاريخ وانها لا تغتر  بالأوهام ولا تستعجل النصر ولا تيأس ولن تيأس من المقاومة ولا تغدر بحليف ولا صديق ، فهي من بعد 73م وحتى يومنا هذا وما بعد يومنا هذا ، ستبقى صامده مقاومة طالما وهي مستجمعه لجميع اسباب البقاء والاستمرار تتوارث هذه الثقافة جيل  بعد جيل حتى يأتي الله بالنصر وانه لقريب وانني لأنظر عن قرب الى مصرع انظمة الخليج فهي تعرف وتشعر بأنها تحتضر وحركاتها تدل على ذلك .

2013-03-13
التعليقات