syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
صحوة فتيل ٍ جائع ... بقلم : ياسين عبد الكريم الرزوق

في دوامة العتمة

دخلت جموع القناديل

شاكية ً فاقة الزيوت

بعد طَفوها على سطوح الطحين

و إن جرت في أزقة الخبز السياحي


 فلا ضير أن تغمر خانات الطواويس

من منافذ الغرابيل الناعمة

بريش الغربان الناعبة

إذ تحوم حينما تحوم نافضة ً أجنحتها السوداء

فوق شجر الرمان الوردي

 لتلوذ بعشِّه الفتَّان

مستعينة ً بالمناقير الطويلة

غير عابئةٍ بحرمة الغابات

 

حينما تغزوها رائحة الزيوت

إذ أصيبت بزكام القيم

بعد استئصالها من جسد الثلوج

و بدأت تُجري لوثة الغلِّ و البرد

في مياه الدفْء النقيَّة

معملة ً مناقيرها في رؤوس الخير الأعزل

 

كي تنحيها بوشم العار الغادر

عن عرش الأصالة النائمة

و نصب عينيها أن تشيِّعها على نعش الكون

علَّها تجرِّده من تاج العدالة

و تسقط من سمائه النجوم

 فليس لمثلها أن تركب الفضاء

 

و في الأفق نجوم ٌ تسعى نحو اللّه

مناقيرُ تعتلي أجساد البغاة

سائرة ً على أقدامهم

 تدوس أرصفة الموتو تهجرها لمرارة الحياة

غير آبهةٍ بنداء القناديل

و إنْ منها دخلت بوابة الغابات المحرَّمة

لمْ تمدَّ لها فتيل الضوء

بل آثرت تركها تئنُّ في دوامة العتمة

 

 لتمارس صولاتٍ من العهر على أشجار الشرف الباسقة

بإيماءاتٍ من أصابع حاقدة

لكنَّما عنفوانُ الغصون صحا

جارياً في عروق الغابة

لتبدأ عصر المناقير الطويلة بين جذوع الأصالة المستفيقة

فنتحت عندها غابةُ النقاء دماءَ المناقير الباغية

و أشعلت بها فتيل الضوء

منيرةً أزقة الشعوببخبز الحياة

و زيت القناديل

 

 السبت 11/1/2013 الساعة السادسة مساءً

2013-03-29
التعليقات