syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
أين كنا وأين أصبحنا ... بقلم : عهد ابراهيم

لا تستطيع الدول الإمبريالية أن تشاهد بعض دول العالم الثالث تزدهر وتنهض بإقتصادها لأنها تريد أن تكون هذه الدول مديونة لها وتعمل تحت تصرفها وتوجيهاتها , وعندما تمتلك بعض هذه الدول الثروات الباطنية وليست بحاجة للتنقيب عنها في الوقت الحالي فهذا أيضاً يزعج الدول الإمبريالية لأنها تريد أن تستغل خيرات وثروات هذه الدول وتوسيع نفوذها وسيطرتها بأي وسيلة حتى لو كان على حساب فناء كل دول العالم الثالث .


إن سورية قبل هذه الأزمة اللعينة كانت قد بدأت تنهض بنفسها وقد كان يكفينا الإستثمارات السياحية التي تم الإتفاق عليها مع شركات ومؤسسات عالمية ولها إسمها ومكانتها في كل دول العالم وكم كانت هذه الإستثمارات مفيدة لبلدنا وعلى أكثر من مجال بالإضافة لمساهمتها في خلق آلاف فرص العمل في ظل عجز الدولة عن تأمين فرص العمل , فهذه الإستثمارات كانت ستعطي جمالاً للمناطق التي ستبنى عليها هذه المشاريع لأنها كلها تتصف إما بالبناء العمودي أو الأفقي وفي كلتا الحالتين سيكون مظهرها جميلاً وتشغل مساحات كبيرة من الأرض والغريب في نفس الوقت بأنه يوجد رجال أعمال سوريين وقادرين على الإستثمار ولكن لماذا لا يستثمرون في سورية لأن الأسباب كثيرة ولست في صددها الآن .

 

وبدلاً من كل هذا التقدم والتطور الذي كنا سنشهده وسيجعل سورية في مراتب متقدمة بين دول العالم وبأكثر من مجال فقد أصبحت سوريتنا اليوم مصنفة ضمن أسوأ عشرة دول في العالم وطبعاً هذا التصنيف قد جاء في ظل إنعدام الأمن والأمان في سورية وكم سمعت من بعض السوريين يقولون بأنهم قبل الأزمة كانوا يخرجون بأنصاف الليالي ويقصدون مكان ما لتناول وجبات الطعام أو حتى للجلوس والإستمتاع بضوء القمر في ليالي الصيف الجميلة وأما اليوم فهم لا يخرجون من بيوتهم إلا للضرورة وحتى زياراتهم للأقرباء والأهل والأصدقاء أصبحت محدودة جداً

 

 وهذا التصنيف جاء أيضاً في ظل ما يحدث من خراب ودمار للبنى التحتية والمؤسسات والدوائر الحكومية حتى بلغت الخسائر بالمليارات وعدد المواطنين المهجرين والمشردين بمئات الآلاف والمنازل التي دمرت بالآلاف وإنعدام كافة أشكال السياحة إن كان الخارجية أو الداخلية وإنهيار الإقتصاد وهبوط سعر الليرة السورية والإرتفاع الكبير لسعر صرف الدولار وإنتظار وصول المساعدات الإنسانية وكأننا نعيش في الصومال , وهذا كله لم يكفيهم وما زالوا مستمرين في سياساتهم التآمرية وهناك العديد من المواطنين السوريين يقولون بأننا لو خضنا حرباً لكان أهون علينا من كل ما يحدث وما نعاني منه بشكل يومي وعلى الأقل لم تكن الحرب قد أخذت هذه المدة الطويلة , فعندما يجلس المواطن السوري بينه وبين نفسه يردد نفس الجملة التي يرددها كل أبناء الشعب السوري فهو يقول أين كنا وأين أصبحنا .

2013-03-31
التعليقات
محمد عصام الحلواني
2013-04-07 18:51:49
صادق ومصدق
ما أجمل توصيف الأشياء بصدق وعفوية عندما يخطه قلمك أستاذ عهد المحترم . تقبل مروري

سوريا
ماجد جاغوب
2013-04-03 18:07:40
حكام وثورات وحكام الثورات
حكام وثورات وحكام الثورات/ماجد جاغوب /لو ندرك اننا جميعنا ضحايا لما كان النقاش في الربيع الخلاق الذي خلطت فيه بين الربيع العربي والاساس الفوضى الخلاقه الذي لا يرغب البعض عن جهل او حقد او مصلحه ماديه او اتباع القطيع الاستماع الى من جهزوا واعدوا الارضيه بالاشاعات والفضائيات والرموز الساقطه الانتماء كي يؤدوا الدور المنوط بهم لتدمير مقومات الاوطان بمعزل عن طبيعة الانظمة التي كانت حاكمه والتي لم اكن من عشاقها يوما والغرب لم يخفي المخططات من خلال الاساليب المتبعه والمنشوره في كتب وعلى مواقع التواصل ود

الإمارات
نورس
2013-04-02 00:24:45
أين كنا وأين أصحنا
كل ما يحدث لنا هو من أطماع الدول الإمبريالية ولكنهم يحاولون لفت الأنظار لكي يقولون لنا بأن هذه ثورة وليست حرباً على ثروات باطنية نملكها .

سوريا
Rami
2013-04-01 13:22:01
أيام لو ترجع
أتمنى أن تعود تلك الأيام فليس هناك أجمل من الشعور بالأمن والأمان وإنشاء الله تعود قريباً مع تحياتي للكاتب الرائع عهد .

سوريا
أحمد درويش
2013-04-01 12:21:29
الدول الإمبريالية
هذه الدول منذ سنوات تحاول السيطرة على العالم وسرقة ثرواته وخيراته وهي لا يهمها حتى لو ماتت كل الشعوب المهم أن تحقق غاياتها الدنيئة , وكل الشكر لك أستاذ عهد على هذه المواضيع المهمة التي تتحدث عنها دائماً .

سوريا
مواطن
2013-03-31 20:48:50
الأمن والأمان
هذا ما نتمنى أن يعود لبلدنا الغالي وأما بالنسبة للإستثمارات فنحن نعرف مدى الصعوبة التي يواجهها رجل الأعمال السوري أو حتى الغير سوري عندما يفكر بالإستثمار لما يدفعوه من رشاوى وإكراميات هنا وهناك من أجل الموافقة على مشروعه لذلك يجب أن لا نلوم من يرفض الإستثمار في سورية .

سوريا
د . نوار
2013-03-31 20:00:30
موضوع مميز
الأستاذ عهد نعم لقد إشتقنا للأيام التي كنا نعيشها قبل هذه الأزمة عندما كانوا الصغار والكبار يخرجون من بيوتهم بانصاف الليالي ولا يفكرون بالأمن والأمان لأنهما كانا موجودان وننعم بهما وإنشاء الله تعود هذه الأيام قريباً مع كل الشكر والتقدير لك لهذه المواضيع التي تكتبها من واقعنا .

سوريا
فراس
2013-03-31 06:47:09
هذا أملنا
شكراً لك لهذه المقالة وطبعاً أملنا أن تعود الأمور كما كانت وأفضل حتى لا نقول أين كنا وأين أصبحنا .

سوريا