أحمد وعلي توأمان سوريان متشابهان في الشكل لحد التطابق مختلفان في الطبع والرأي لحد التعاكس .. فعلى الرغم من حبهما الكبير لبعضهما إلا أنهما لا يكادان يتفقان على شيء . . من أصغر القضايا إلى أكثرها أهمية ..
تعلم الأخوان لعبة كرة الطاولة على يد والدهما وهو بطل سوريا السابق لعدة سنوات . و كانت تلك من الأشياء النادرة التي إتفقا على حبها بشكل جنوني .. فكانا يتدربان بحب وشغف لساعات وساعات وحين كبرا أصبح لقب بطل سوريا محصورا بينهما في بطولة الفردي .. أما بطولة الزوجي فكانا يحتكرانها بدون منافسة تذكر في سوريا وحتى في بطولة العرب فلم يكن هناك ثنائي أكثر تناغما وتفاهما منهما ...
عندما عصفت الأحداث الدامية في البلاد كان لأحمد وعلي كالعادة موقفان متعاكسان ..
أحدهما كان مؤيدا بقوة والآخر معارض حتى النخاع . وكانا لا يكفان عن الجدل والنقاش
حول هذا الموضوع لكن جدلهما هذا كان دائما راقيا ومهذبا و كان كل منهما يدفع بحجته
بكل احترام لأخيه دون تجريح أو تخوين أو استهزاء .. فقد علمهما والدهما احترام
الآخر قبل أن يعلمهما كرة الطاولة ..
وكان والدهما يجلس ويستمع لنقاشهما ويستمتع به تماما مثلما يستمتع بمشاهدتهما وهما
يتدربان و يلعبان ضد بعضهما ..
شارك أحمد وعلى في بطولة دولية في السويد ذات مستوى عالي جدا وكانا الحصانان
الأسودان في تلك البطولة فحصلا على المركز الأول عن فئة الزوجي بجدارة وسط ذهول
الجميع ..
من كان يسمع باسم سوريا في بطولة كهذه كانت دائما حكرا على أبطال الصين وكوريا و
السويد !!! ؟ بل حتى أن معظم السويديين لم يكونوا قد سمعوا بسوريا كبلد أصلا ...
جاءت لحظة التتويج فصعدا إلى المنصة وعانقا بعضهما بقوة وبكيا وأبكيا الجمهور الذي
وقف وصفق لهما على هذا الإنجاز العظيم ..
وبعد أن لبسا الذهب وحان وقت عزف النشيد الوطني .. أخرج كل منهما علما صغيرا و راح
يلوح به عاليا ...
المعلق الرياضي الذي كان ينقل أحداث المباراة النهائية للتلفزيون السويدي علق على
تلك اللحظة التاريخية وقال : في الحقيقة كان فوز الثنائي السوري باللقب إنجازا
عظيما و مفاجأة كبيرة للجميع ولي أنا شخصيا .....
حسنا من المفهوم أن الانجازات الغريبة والعظيمة تحث أحيانا ولكن الذي لا أفهمه أنني
أراهما يرفعان علمين مختلفين !!!
هناك واحد من احتمالين .. أولهما أنني كبرت ولم أعد أرى بوضوح .. والثاني أن هذا
البلد (سوريا) فيه العديد من الأمور الغريبة التي أصابتني بالفضول لدرجة أنني أنوي
فعلا زيارته واكتشاف أسراره الجميلة في القريب العاجل..!!
أحببت أنا أن أعلق على تعليق هذا المعلق بالتعليق التالي : يا أيها المعلق السويدي
أنت تذكرني بالمثل السوري الذي يقول ( اللي بيعرف بيعرف واللي ما بيعرف بيقول
.......... )
* عن صفحة كمشة شعر.. من فايسبوك
شكرا شكرا أنت عبقري جعلتني سعيدا جدا وهذا لا يشق على السوريين! أما السيد الحلواني فجرحني وكانه لا يعلم بأن القطار الذي رجع بلاعبينا الى وطنهما دخل النفق وخرج عن سكته الحالية والى يوم يخرج ويسلك سكته القديمة أم الجديدة لن يعود الى الوطن ولن تنفع مواقفنا بعد اليوم إذ حصل ما حصل.. أم أنه قصد أن يحمل هو نفسه علمين معا بحيرته! غير أنه لا يمكنه أن يكون عبقريا كما كاتبنا الرائع! كم جميلا أن نتعلم من nesasy.org/index.php/-corners-250/9650---
الأستاذ الكاتب : رائعة ومؤلمة وتخز الضمير بمسامير الواقع المرير . لك تحياتي . أما بالنسبة لي فلي علم واحد والحمد لله أن شقيقي لايهتم كثيرا بالرياضة . حتى يرفع فقط علم سوريا بألوانه الأحمر والأبيض والأسود وبنجمتاه الخضراوان كعيون سوريا .
السيد ( سوري ) أنا علقت على الموضوع من الناحية الأدبية والجمالية ورأيت به حسرة عن وجود علمين لدولة واحدة أما جرحك فلست أدري كيف جرحتك أسف .وليت سوية النقاش تكون على مستوى الأدب وشكرا