syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
ألم ورجاء ... بقلم : فادية الشام

- رباه ... ليتني أستطيع أن أكفكف دموع المنكوبين الذين فقدوا حصيلة عمرهم كله وكأني بهم يقولون هل يطول بنا العمر لنرى بيوتنا ثانيةً .

- ليتني أستطيع أن أبني سقوفاً وحيطاناً تضم بين دفتيها أولئك المشردين الذين افترشوا الأرض والتحفوا السماء في الحدائق مع أطفالهم لأحميهم من الأمطار والبرد والزمهرير الذي جعل الأمراض صديقةً لهم .


- ليتني أستطيع أن أملك مصنعاً للملابس الشتوية والأغطية الصوفية لأحمي تلك الأجساد التي ترتعد من البرد وقد ازرقت شفاههم واصطكت أسنانهم وهم عاجزون عن تأمين الدفء لهم .

- ليتني أستطيع أن أسدَّ رمق الجائعين الذين حرموا من مؤونة الشتاء التي أعدوها في بيوتهم لكن التهجير وانقطاع التيار الكهربائي حرمهم أكلها فذهبت إما إلى بطون غيرهم أو إلى القمامة .

 

- ليتني أستطيع أن أزيل غصة حزن اليتامى والأرامل والثكالى الذين يزدادون يوماً بعد يوم .

- ليتني أستطيع أن أزيل مسحة الحزن التي تعلو وجوه الناس وكأني بهم لم يعرفوا السعادة يوماً أو عاشوها .

 

- ليتني أستطيع أن أزيل الهموم عن أكتاف شعبي التي أثقلت كاهله فتراه سائراً ساهياً وكأني به ضل طريقه .

- ليتني أستطيع أن أعيد البسمة لشفاه شعبٍ لم يعتد الأحزان هذه البسمة التي جفته فلم تعد تعرف طريقها إلى شفاهه .

 

- ليتني أستطيع أن أعيد الأحلام الوردية لأطفالنا الذين ملأت رؤية الأسلحة والدماء قلوبهم الصغيرة رعباً فلن ينسوه مدى الحياة .

- ليتني أستطيع أن أعيد المسافرين الذين هجروا أوطانهم لينعموا من جديد بدفء الوطن والأهل والأحباب .

 

- ليتني أستطيع أن أعيد الجمال والعمران لكل بقعة في وطني ليعود معه الحب الذي ضم شعبنا منذ الأزل والأمن والأمان الذي اشتهر به .

- ليتني أستطيع أن أزيل تلك الغمة السوداء التي غطت سماء الوطن وطال أمدها علَّ السلام يعم البلاد وتعود الفرحة تعمر القلوب كلها بإذن الله .فهل تحقق ربي أمنياتي عاجلاً غير آجل ......

2013-04-18
التعليقات
محمد عصام الحلواني
2013-04-29 18:31:01
ليت الجميع يفكرون مثلك أستاذة
الأستاذة فادية الشام : لقد قرأت خاطرتك وعندما أردت التعليق قطعت الكهرباء وفي المرة الثانية جائني ضيوف فلم أستطع وفي المرة الثالثة قلت في سري سأعلق حتى لو قامت الدنيا حولي . فلقد أعجبني الضمير الحي ووصلني الألم الذي كتبت به حضرتك والنابع من محبة عظيمة لجميع الناس . بارك الله بك ونتاجك من النوع الوجداني الصافي تقبلي مروري

سوريا