syria.jpg
مساهمات القراء
خواطر
في هذا الزمان ... بقلم : أحمد

بدأ كل شيء كما يبدأ أي حدث عابر في حياتنا اليومية, مثل إلقاء التحية على جار قريب, أو مشاهدة مسلسل تلفزيوني , أو حتى كمرور غيمة صيفية
و لكن هذه المرة لم يكن عابرا, بل تحول إلى عتمة شديدة وكأننا نغوص في بحر من الحبر الأسود الذي لا قاع له


في هذا الزمان...
أصبح الأنسان يستيقظ على الخوف, و يتنشق في الصباح القلق و التوتر مشحون بأصوات الرصاص و القذائف و أخبار من فَقد و من فُقد,
في هذا الزمان أصبحت الابتسامات بلاستيكية ,تخفي أهوال الحاضر و المستقبل,


في هذا الزمان أصبح السؤال عما سنأكل أو كيف سنصل بسلام أو هل سنعيش لنشهد شروق الشمس من جديد هو الهوس الأعظم
في هذا الزمان أصبح القريب بعيداً, و البعيد أختفى تماما و ينفرد كل إنسان بنفسه


في هذا الزمان تساوت الحياة والموت عند معظم الناس , و أصبحت التسلية الوحيدة التي تكسر صمت الأيام , هي أصوات تلك المفرقعات المصحوبة بالموت
في هذا الزمان أصبحت زهور الشام معطرة بالبارود , و مياه بردى أرتوت بالكثير الكثير من دماء أهله, و اكتست الأعياد بألوان الحداد


في هذا الزمان تكسرت كل المقدسات و أولها نحن...
أسأل نفسي أحيانا...
هل تعود تلك الأيام البسيطة الغنية بالدفيء والأمان لهذا الزمان؟

2013-04-26
التعليقات
محمد عصام الحلواني
2013-04-30 18:10:48
الأستاذ أحمد لك كل التقدير
ضنت الظروف علينا بلمحات الإنسانية حتى كتب قلمكم الشريف هذه الروعة لتلقي الضوء على ما كنا وما ألت إليه أحوالنا . شكرا من القلب وفي إنتظار المزيد من الوسطية وعدم التطرف والرحمة بسوريا التي تنزف أبنائها صبح مساء

سوريا