ببرائة الطفولة ونقائها، بعيونها التي ينبع من بريقها الأمل وحب الحياة، وقفت مع صديقتها على نافذة الصف في مدرستها التي بدأت تتعلم فيها معنى الحياة وحب المستقبل بضحكتها البريئة التي تملأ المكان، وقفت تتأمل الطبيعة وأجواء الحياة التي تضج بها المنطقة وفي يدها وردة بيضاء تتلمس نعوتها وتضعها على خدها.
وفجأة وبدون سابق إنذارتسمع صوت دوي انفجار وأصوات الناس تعلو والصراخ الممتزج بصوت سيارات الاسعاف، هذه الأصوات والحزن أخفى تلك الابتسامة التي زينت وجهها لتبدأ بالبكاء والركض باحثة عن الأمان لترى والدها أتى إليها وفتح زراعيه ليحتضنها ويحمد الله على رؤيتها سليمة، فتركض نحوه بكل حزن وأسى وهي ترتجف من الخوف بعيون يملؤها الدمع الذي سرق ضحكة الطفولة والحياة, مضت مع والدها الذي مازال يحمد الله ويشكره على السلامة، لكن بقلب حزين وصوت يبكي من الألم, تنظر إليه الطفلة لتسأله لماذا؟
ماذا نفعل حتى يدمرون حياتنا؟؟؟لماذا يسلبوننا نعمة الأمان التي كنا نعيش فيها؟أفقط لأننا نحب وطننا!!!
ولكن حب الوطن يسكن قلوبنا....لن يستطيعوا تجريدنا منه، نحن نتنفس عشق الوطن ورائحته الممزوجة بالياسمين التي كانت تعطر صباحنا ومسائنا وتدخل الفرح إلى قلوبنا بلونها الأبيض الصافي والنقي, لماذا يريدون تعكيره بلون الدم ورائحته؟!ينظر إليها والدها ويضع يده على خدها ويقول: لم ولن يستطيعوا تعكيرهذا اللون وسنستمر بالحياة مازال مثل هذا الأمل وحب الحياة وعشق الوطن يعيش في قلوبنا, لن يسلبوننا حياتنا لأنكم أطفال سوريا ونحن أبناء وطن الحياة والأمل يملأ قلوبنا وينبض في ضلوعنا....
أستاذة ميس حسن المحترمة : من المقدمة حتى النهاية تضج رائعتك بمعاني التمكن والفن والتعبير البليغ . لقد قرأتها عدة مرات وفي كل مرة أجد حلاوة وطلاوة وبعد جديد . أنصح أن يقرأ الناس هكذا مواضيع عدة مرات . شكرا لك نبضك الوطني الإنساني . وشكرا لك هذا التصوير المبدع .