syria.jpg
مساهمات القراء
فشة خلق
مرَّ عامان ...بقلم : سامر عوض

يقلب السوريين اليوم، وأنا منهم الرزنامة، ليس كما الأمس أو الغد. فاليوم هو الذكرى السنوية الثانية، لإندلاع الأحداث في سوريا. الوضع في إزدياد مضطرد، لما آلت إليه الأمور.تتفوق الميتا واقع على الواقع عينه خطورة وآثارًا.الكلام لم يعد له مكان، ولا حتى المواقف السياسية.الشعب والوطن والله بأشد الحاجة للصلاة.


والإنسان بالمنظار الممسيحي هو كائن مُصلي، وكذا بالمعيار المجرد للكلمة؛ لأنه خُلِقَ منذ الأزل على صورة ربِّه ومثاله، ويحقُّ (أغسطين) عندما يقول: (أننا لن نهنئء بالعيش إلا بك يا الله).على كلِ الأطياف والطوائف أن تعود لله الذي خلقها، وسممح بأن تكون أفرادًا وجماعات.فتوما الأكويني الذي يعتبر بأن ما أخرج آدم وحواء من الفردوس، ليس المعصية بل أصلها: أي الأنا. التي إن لم تُصعَّد تقضي على صاحبها وتقصيه، تلوذ به حيث تشاء، ولا يصح به أن يكون.قد يتساءل قارىء هذه الأسطر قائلًا: (هل سيقرأ هذه الكلمات مَن وجِّهت له؟) نعم...؛ لأنها موجَّهة لكل إنسان.

 

 فمن مشاكل معظمنا، أننا ننظر للتاريخ لنفيده، وعلينا أن نكتفي بالإستفادة منه، كلُّ من واقعه وموقعه. فلا ينفع أحد بكيل التهم، فحبة رملِ تنقلها، قد تخلِّدك من خلالها بطريقة أو بآخرى خير لك من جبال تنفخ عليها، وقد تخنقك وغيرك من وبوء غبارها. أذكر يومًا حين كنت صغيرًا (منذ حوالي الخمسة عشر عامًا) حين قال لي أحدهم ممن نقله الأجل: (الإنسان كالبيئة إن لم يتعرض للشتاء، والرياح، والخريف، لا يُزهِر).

 

إذ يصح قول (هرماس) في كتابه الراعي: (الإنسان كالحجارة إن لم تتقولب لا تصبح ملساء). وكذا تجارب الإنسان تفعل فعلها به.عندما كنت أسمع أغنية: (يا أطفال العالم) ل(هالة صباغ) وبالأخص عندما تقول: (لننادي مَن أكبر منا، مستقبلنا في أيديكم)؛ كانت تدمع عيني تأثرًا، أمَّا بعد الأزمة، فخجلًا إذ أذكر (نزار قباني) حين يقول: (أكتب للصغار... للعرب الصغار... حيث يوجدون..) وأقول لهم أعرفوا ما عليكم أن تتعلموا منا.

2013-04-12
التعليقات