الليبيون في سورية كتفا ً إلى كتف مع أخوتهم السوريين
من كتيب : الليبيّون في سورية 1372 هـ – 1952 م
تأليف زين العابدين موسى – أحمد أديب بن الحاج
منذ عام 1911 وإثر الاحتلال الإيطالي لأرض ليبيا العربية وفد إلى بلاد الشام عدد كبير من الأخوة الليبيين هرباً من جور وظلم الاحتلال الإيطالي . وشارك الليبيون إخوانهم السوريين السراء والضراء , وعملوا معهم جنباً إلى جنب في الحقلين الوطني والسياسي ... وساهموا بكل حركة تحريرية ... واشتركوا بكل ثورة ضد المستعمر ... وحتى شرف الشهادة كان لهم منه نصيب كبير .
وقد قال أحد فقراء ليبيا في سوريا عندما حاولت الحكومة الإيطالية عام 1936 أن تساوم الليبيين على جنسيتهم السورية وإبدالها بالجنسية الإيطالية مقابل مبالغ طائلة ووعود مغرية ما معناه :
" ... خير لي أن أموت من الجوع وأنا فقير سوري من أن أحيا برفاهية وأنا إيطالي ... "
عام 1925 تأسست جمعية الدفاع الطرابلسي – البرقاوي من أبناء المهاجرين الليبيين في سورية والعراق ولبنان وفلسطين وشرقي الأردن وكان من أعضاء لجنتها الإدارية الأستاذ بكري قدورة .
وقد اندفع الكثير منهم لخدمة بلدهم الثاني سورية بكل إخلاص وجهد وكان منهم الأستاذ بكري قدورة فقد اعتمدت الحكومة السورية ومعه كامل عياد لوضع البرامج المدرسية الابتدائية والثانوية والعالية منذ عام 1931 فقاما بهذه المهمة على أحسن وجه , وقدما للطالب السوري خير البرامج وأصلحها وأغناها بالفائدة .. كما صدر مرسوم بتسمية الأستاذ بكري قدورة مديراً عاماً لدور المعلمين والمعلمات الريفية والابتدائية في سوريا نتيجة لقدرته الفائقة وجهوده الجبارة في المضمار العلمي والثقافي .
ومما ورد في هذا الكتيب عن الأستاذ بكري قدورة مايلي :
هو ابن المرحوم الحاج عبد القادر قدورة . ولد في ليبيا . وأتم تحصيله الدراسي في دمشق ونال شهادة الحقوق من جامعتها وعين أستاذا للتاريخ في ثانويات دمشق ثمً مديراً معاوناً للتجهيز الأولى فمفتشاً ثانوياً للاجتماعيات وهو الآن مدير لدار المعلمين ( الحديث عام 1952 ).
له جهود جبارة في الحقل الكشفي كان قائداً لكشاف المعارف ثمً مفوضاً لمنطقة دمشق الكشفية . وانتخب أخيراً رئيساً لكشاف سوريا , وساهم مساهمة فعالة في الحقل العربي واشترك في الجهاد السوري وتعاون مع إخوانه في جميع الحركات التحريرية العربية ومن مؤسسي لجنة الدفاع الطرابلسي – البرقاوي ... له مكانة مرموقة في الأوساط العربية .
كما ورد في الكتيب عن الأستاذ صلاح الدين القابسي " وهو عميد فوج كشاف المهاجرين بدمشق – الفوج الأول "
هو ابن المرحوم أحمد القابسي . ولد في طرابلس الغرب . وأتم دراسته في مدارس دمشق ونال شهادة أهلية التعليم وعين معلماً فمديراً لمدرسة طارق بن زياد ( في حي المهاجرين مقابل جامع الشمسية ) وله مؤلفات مدرسية في مادتي الأشياء وحفظ الصحة . كما له مؤلف عن الدفاع المدني باسم فوج كشاف المهاجرين منتصف الأربعينيات من القرن الماضي
كما ظهر في الكتيب صورة للسيد عزة دربيكة وهو باللباس الكشفي . وهو من مواليد دمشق .
وبشكل عام كان منهم نساء ورجال ساهموا في المؤسسات التعليمية في مختلف قرى وبلدات سورية وفي الصحة والإسعاف وفي الجيش السوري والدرك ومختلف الوزارات والقطاع الخاص . ومن أشهر رجالهم السيد خليل السعداوي الذي ولد في ليبيا وأتم دراسته في دمشق وعين موظفا في القصر الجمهوري ( الحديث 1952 ) حتى أصبح مدير المراسم ورغم تقلب الحكومات ظل في منصبه حتى مع قيام الحركة التصحيحية ظل مدير المراسم لفترة طويلة ..والسيد صبري عياد المولود في دمشق وعين موظفا في مديرية الدعاية والأنباء بدمشق واعتقد لأن ذاكرتي لم تسعفني أصبح مدير الإذاعة أو التلفزيون لاحقا ً .. والكثير الكثير من النساء والرجال من أصل ليبي انتشروا في الأرض السورية يبذلون الجهد في الدفاع عنها ويبنون كما يبني كل مواطن سوري كما كانوا يعملون لتحرير ليبيا من قيد الاحتلال الإيطالي ومنهم من عاد إلى ليبيا مزودا ً بمعارف الشام ليبني وطنه ليبيا كما يحب وكما نحن نتمنى الخير لكل أوطان العرب .
ومن أشهر تجمعاتهم " ندوة عمر المختار " وكان مقرها في دخلة الرئيس منطقة الجسر الأبيض بدمشق وكانت ترعى النشاط الأدبي والرياضي . ولاننسى أن أحد أفضل قادة الكشاف العرب هو المرحوم علي خليفة الزائدي حيث كنا نستنير بكتبه وجلادة أمره سواء يوم خدم الحركة الكشفية في لبنان أو عندما عاد إلى ليبيا ... وإلى شباب ليبيا نقول تحية إلى أجدادكم وآبائكم وكانوا خير جنود سورية رجالا ً ونساء ً يعملون على " وحدتها " و " سلامة أراضيها " و " يبنونها " بالعلم والمعرفة وكان كتفهم إلى كتفنا من أجل سورية وليبيا وفلسطين والجزائر وكل قضايا العرب . راجيا ً أن تصل رسالتي بمقاصدها كما بأحرفها لأننا نتمنى الخير والوئام لليبيا دولة عزيزة منيعة كما يشتهي أبنائها , ولانطلب منكم سوى الدعاء بأن يفرج الله أزمة سورية وكربتها بجهد أبنائها من خلال الحوار .
------------------------------
من رجال ونساء ليبيا في أرض الشام رحمهم الله أحياء وأموات
محمد أديب بن الحاج : مستنطق أول في محاكم دمشق ورئيس محكمة بداية السويداء وحاكم فرد في وادي العجم وحوران ورئيس محكمة استئناف دير الزور
عبد الغني الباجقني : معلما ومفتشا ومديرا لمعارف حوران وجبل الدروز
الدكتور كامل عياد : دكتوراه في التربية وعلم النفس من ألمانيا وكان درس في مدارس حلب . وعين استاذا في الجامعة السورية
محمود جلال : تخصص بمادة الفنون الجميلة وعاد يحمل دبلوم الرسم والنحت وعين استاذا للرسم في معهد دار المعلمين ومن أوائل الفنانين العرب
سميحة قدارة : درست في مدارس دمشق وعينت معلمة في ثانويا دمشق ولها جهود معروفة في الحقل النسائي العربي السوري
نظمية عياد : ولدت في طرابلس الغرب ودرست في دمشق وعينت معلمة في ثانوياتها وساهمت في جميع الحركات النسائية السورية والحركات التحريرية الليبية
وأنا أظلم الكثير لعدم ذكرهم على أن أنشر جميع الأسماء ومدى انتشارهم من القامشلي إلى حوران في ملحق خاص كما ورد في هذا الكتيب الرائع
رض سوريا المباركه فتحت احضانها لكل من لجأاليها واطعمتهم من جوع وامنتهم من خوف وكانوا جزء اساسي من الشعب السوري الذي شاركههم الامهم وافراحهم وقاسمهم لقمتهم ولم يشعروا يوما انهم غرباء عن هذه الارض مباركة انت سوريا كم انت عظيمه وستظلين حتى لو جحد البعض افضالك وبادلك الوفاء بالغدر