لو قدّر لنا بأن نرمق الوطن من الخارج - كما يفعل مدّعين حماية حقوق الإنسان والنشطاء الحقوقين منهم - لتبين لنا أسباب تشدّقهم المستمر عن شؤوننا الداخلية .
والسؤال الذي يطرح نفسه وبقوة في هذه المرحلة الحاسمة من مراحل صمود شعبنا الأبيّ هو:
من هم أولئك المعتوهين والغيورين بحرقة على أوضاع المواطن السوري الذي لا يزال يقبع تحت سقف الوطن الغالي بعد انفلاتهم هم منه؟
يمكننا وبعجالة فرز الأفراد التي اختارت التنحي خارج حدود الوطن كالآتي:
شخص ضاقت عليه الدنيا بما رحبت، ليختار النوم ولليالي عديدة على أبواب سفارات أجنبية، يستجدي رخصة تخوله الهروب من فشله الذي ركن إليه حتى غدا عالة في مجتمع الفرص السانحة والتي لا يدري شيء عن كيفية استغلالها، فاختار اللحاق بركب من سبقوه - أصحاباً كانوا أم أقرباء - والذبن لا يصلنا إلا النذر اليسير عن نجاحاتهم.
ثاني طرب لمغريات الغرب من فسق ومجون يغذي من خلاله شخصيته الهابطة في مستنقعات الغي والهوى.
وثالث يؤثر إلا أن يلقف العلم من مصادره الحقة، ليستهويه المكوث في بيئة جعلت من بيئته الأصليه غريبة عليه تعجرفاً، فهولا يستطيع التأقلم مع رعاع لا يرقوا لمرتبته السامية!
الرابع ومن خصاله التعدي على حقوق الآخرين ورفضه الإنضواء تحت عباءة الوطن ليمسي خارجاً على قوانينه، محملاً بأوزار إقترفتها يداه، فيفر وبشوق للإنفلات الذي بعتقد بأن بلاد الغرب تحتويه، فلم يعرف التقوقع في واقعه الجديد وما عاد مرجواً منه العودة للوطن.
فالأجنبي أمسك بخيوط اللعبة، وهؤلاء مارقين يمكن تجنيدهم لتحقيق أهداف يصبوا إليها, لو أشبعت رعوناتهم بنذر من المال والشهادات البراقة والمناصب الفارهة، لجعل منهم أبواقاً ومزامير - يطربون لها - فيطلقونها وقت يشاؤون النيل من كرامة البلد الذي ينتسب إليه أولئك المنسلخين.
إذاً وبكثير من التجرد...وبعد تيقننا - بقدرٍ كبير من الدقة - للسهولة التي يمكن أن يحصل الواحد منهم على شهادة براقة لا تعادل قيمة الحبر التي طبعت به، أو منصب فاره بمنظمة أو هيئة دولية جمعت تسميتها من مفردات - لا يدري ناظما إلى أي أمر تشير- حتى نجد آنفي الذكر ينضوون تحت تلك اليافطات لأنهم وبحسب يقين الأجنبي بمدى تباهي إبن جلدتنا بالألقاب والتفاخر بالمناصب والمسميات.
يوسموهم بما يأخذ لبّ العقول منهم، فتسمع نعيقهم من وراء البحار يجأرون ويفندون الوقائع من دون أن يقرّوا ببعدهم عمّا يجلّي بصائرهم، متذرعين بان الحقائق والتقارير الصادقة تصلهم بشكل مستمر حتى قبل أن يدري بها المرابطون فوق الثرى الطاهر، و ليصير و بنظرهم أي مدافع عن طهارة الوطن ومنعة أرضه بوق من أبواق السلطان الذي يفتخرون بأنهم خلصوا من سطوته وجبروته من دون أن يعوا حقيقة أنهم رموا أنفسهم تحت نير مستعمر لا يأل جهداً ولا يرحم، يستغل طاقاتهم ومقدراتهم وحتى الأفكار التي يتحفونا بها في كل آن وحين...هو من يحدد تشكيلاتهم وهيكليتهم وتحت أي مسمى يجمعهم ومواعيد وأماكن لقاءاتهم وغاياتهم والأعمال المناطة بهم وحتى الأهداف التي يصبون إليها.
لسنا منصتين ولا مستأنسين لنصحكم ولا لتوصياتكم يا من أعمى الحقد قلوبكم ... قررتم الإبتعاد بأجسادكم ، فلتفارقونا بآرائكم، ولتعلموا بأنكم غير مرحب بكم إلا إذا عدتم تمتطون صهوات (الميركافا) ولتعبروا على أشلاء أجسادنا المبعثرة فوق تراب وطننا الغالي.
يعني برأيك ما في حدا ترك البلد لأنو الموت وصل لكل بيت حاجتنا محاباة والمي بتكزب الغطاس
قد وضعت يدك على الجرح سيد افجسا ولكن قد اسمعت لو ناديت حيا
أخي سوري محترق أقدر غيرتك على الوطن وأعلمك بأن الأموات لا مكان لهم بيننا وكلنا جنود في هذا الوطن وباقون ما دام الوطن يلفنا...أما العزيز ياسين فأقول الموت يلاقي الإنسان ولو كان في بروج معلقة، ولا ذريعة للهرب خشية الموت والمحاباة أو المجاملة في هذه الأوقات لم تعد تجدي نفعاً إذاً لا ضرورة لها ...أما ما نسعى به على الدوام في الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة فتشخيص المرض بشكل واقعي يكسبنا النسبة العليا لإمكانية العلاج ولو كان ذلك العلاج مؤلماً لبعضنا ولكنه ضروري لتجاوز الأزمة والشكر للجميع!