استوقفتني اليوم عبارة جديدة هي : ( الحرب الأهلية السورية ) التي يبدو لي بأنها ستطغى على كل المسميات التي سُميت بها الأزمة السورية قبل العامين وحتى اليوم بدءاً من التململ الشعبي إلى الحراك النخبوي ومن ثم الثورة السورية حتى وصلنا إلى واقع نعيشه ونلمسه قد يبدو فيه التعبير عن هذه الأزمة بالحرب الأهلية هو الأكثر صدقاً وتمثيلاً لواقع الحال الذي نعيشه كل يوم من أيام هذا الصراع المرير ..
الحرب الأهلية في عرف السياسة والتاريخ هي الصراع
الدائر بين جماعات من أبناء البلد الواحد لأسباب عامة قد تكون (دينية -سياسية
-طبقية -..إلخ ) أو لأسباب خاصة ومختلفة ومتعددة ، فالحرب الأهلية اللبنانية بين
عامي 1975-1990 لها جملة من الأسباب في معظمها وجوهرها دينية و مذهبية ، والحرب
الأهلية الأمريكية بين عامي 1861-1865 لها سببها الخاص جداً حيث أشعلتها فكرة
انتشار تحرير العبيد فنشب الصدام بين ولايات الجنوب الزراعي المتمسكة بالعبيد وبين
ولايات الشمال الصناعي المطالبة بتحريرهم بقيادة أبراهام لنكولن ، إذاً لاناظم
ولاقاعدة عامة على أساسها قد تنشب الحرب داخل البلد
الواحد وإن حدث -لاقدَّر الله - وشهدت سوريا هذه الحرب اللعينة فسيكون لها أسبابها
الخاصة والمعقدة جداً والتي بات الجميع يعرفها ولا مجال للخوض فيها هنا ..
يبدو لبعض المهتمين بالشأن السوري بأن علامات (الحرب الأهلية) التي ابتليت فيها
معظم دول العالم قد بدأت تتبلور في سوريا وتأخذ شكلها المتعارف عليه تاريخياً
وسياسياً ليس أولها الانقسام الفكري والنفسي
العميق في النسيج السوري المتعدد والمعقد والاصطفاف المحوري والقطبي حول النظام
والمعارضة وبكل مايملكان من رعونة واستخفاف بالبشر وحتى الحجر ، وليس آخرها استعمال
السلاح واستباحة الدماء والأعراض وماخفي كان أعظم ..
واليوم نرى وقد دخلنا في سوريا مرحلة هذه الحرب -أو ربما مازلنا في بداياتها
المؤسفة - حيث وإن بدأ الصراع بمطالبات شعبية محقة للسلطة الشمولية بمزيد من
الانفتاح وحرية التعبير وكف التسلط الأمني على
الدولة والمجتمع فقد انتهينا بعد العامين إلى انقسامنا وتشرذمنا إلى جماعات إن لم
تكن متقاتلة فهي متربصة بغيرها من داخل قوقعتها الدينية أو المذهبية أو العرقية أو
العشائرية أو حتى في بعضها الإقليمية ..
وحربنا المؤسفة هذه لم تتوقف فقط عند إشهار السلاح علناً ، فحَمَلة السلاح من
الجانبين ربما هو المشهد الأبرز وضوحاً في مرئيات الإعلام ومسموعه لكن هناك حرباً
ثقافية وتاريخية ونفسية تجري وتجتاح مكونات
هذا الشعب الكبير وتدمر حضارته وتمزق نسيجه وتعمق انقسامه إلى داخل بوتقاته
المتعددة ، فاليوم بتنا نعيش واقعَ السلطتيّن والحكومتين والعَلمين ولكل شعبه
وجمهوره ، بات لدينا مناهج تربوية تعليمية لأطفال
المدارس مختلفة عن بعضها وذات مفاهيم مغايرة للضد ، هناك اصطفاف محوري حول طرفي
الصراع لايبشر ولا بقيد أنملة بالتقارب الفكري و قبله النفسي ، والأخطر من كل هذا
هو (السلاح) الذي بتنا نحج إليه جماعات وفرادى ونحن ندرك إدراك اليقين بأننا لن
نشهره إلى في وجه شركاء الوطن الذي فيه ولدنا وتحت سماءه نعيش ..
قد تهدأ قرقعة السلاح يوماً وستهداً حتماً ولكن متاريس الحرب الأهلية التي صنعناها
ستبقى ماثلة وسنختبأ خلفها من الآن فصاعداً ، وستحيا في نفوسنا كحواجز بليدة متحجرة
تمنعنا من الاندماج والتواصل أو حتى الثقة بالآخر المختلف الذي كان بالأمس القريب
هو الأخ العدو ، وهذا بتقديري من أسوأ وأسوأ ما قد تنتجه لنا الأزمة الحالية ..
لكن -وانطلاقاً من النظر إلى النصف المملوء من الكأس - فإن مَلكنا الوعي اللازم
واعتبرنا من التاريخ عِبرَةَ المُخطأ فقد تكون هذه الحرب أو الأزمة - اياً ماكان
اسمها - هي نقطة ارتكاز جديدة لنا للنهوض بسوريا التي نريد وهي أكثر ثباتاً ووعياً
كما هي المجتمعات التي نهضت بعد حروبها الأهلية كبعض الدول الأوربية واليابان ..
هذا إن كنا للتاريخ نعتبر ونقيم وزناً ونقرأه بعقل متزن يتحلى بالحياد ولاينحاز إلا
للوطن أولاً وأخيراً ..
الأستاذ المحترم جواد حمزة : أنا أتفق مع حضرتك في كثير مما قلته . ولكني أفترق إلى غير مفترق عندما نغفل تفاصيل كثيرة قد أدت بكليتها إلى أن نوصف ما يحدث أنه علامات حرب أهلية توشك أن تقع . بين مختلفين إثنين لابد من نسبة وتناسب بين الحق والباطل فلن يكون أحد محقا 100 % كما لن يكون الأخر كذلك . فدعنا ننظر إلى من يكون وطنيا أكثر . ونظرته ذات ابعاد إنسانية أكثر . ومصداقيته أكبر ونضع يدنا بيده . لأن الحياد ليس موقفا يحتسب لأحد وبلدنا تتعرض للتدمير من كل جوانبها . دمتم ودامت سوريا موحدة وبخير
لاأوافقك بتسمية مايحدث بحرب أهلية ومقارنات بالحروب الأهلية الأخرى خاصة فيما يتضح من معاناة قلمك تقطع خطوطه متهدجة أنفاسك محاولة منك لصياغة مايسهل النشر ويخفف الأعتراضات الأمنية على النشر والناشر والكاتب في أستمرار واضح لمعنى عنزة ولو طارت - بأختصار أنت وأنا ضحية لفارق الكمون بين حقبة أمنية كتمت أنفاس القطيع في مسلخ فجزر الناس ومنهم من فشل عامل الجزارة بقطع أنفاسه فوقفوا وهم منجرحون يشخط دمهم في مسلخ رهيب أسمه الوطن لماذا لا نعترف أنها ليست حربا أهلية ولا طائفية ولادينية أنها ثورةالأمن علىالأمن