أقلّب صفحات حياتي كما اقلّب الجريدة, فأجدها متماثلة ......
مجازرٌ مجازر .....
ويأتي قاطع الرؤوس وهو يلّوح بسيفه و سوطه المكونة من سلاسل حديدية وفجأه ....
يردّ السيف لغمده ويرمي بالسلاسل بعيداً
ويخرِج من قلبه سكيناً ليضعها على رقبة أحدٍ ما ويقول له :
هذه المرة لن اكبّر عليك
ويطعنه عدة طعنات بكاميرته ثم ينشرها ليبكي عليه .
تمت الجريمة بصمت . وبعد دقائق .....
نواح وعويل والجميع أصبح تجاراً .
عاجل يا جماعة عاجل .... تحول الجميع إلى شياطين وعفاريت فوق الجسد .
يومٌ يمضي وتنتهك حرمة الميت
يومٌ يمضي وتُقلب صفحة تحمل في طياتها مجزرة .
يُنسى الميت لكن التاريخ سيُكتب بدمه لأنه الوحيد الذي يعرف الحقيقة المطلقة .
هو الوحيد الذي يعرف على الأقل من قتله ....
لابد من خرفان تذبح على نهر الظلمات لتفيض بأرواحٍ لا بدماء .
لكن لي رجاءٌ خاص ...... ادفنوه بسلام أيها المنافقون .
ادفنوه بسلامٍ لأنكم للأسف لم تصلّوا عليه وتركتموه للذباب والطيور الجارحة.
ادفنوه ادفنوه ادفنوه ولا تكبرو عليه قط .... لا تكبرو
وقولوا ... لا حول ولا قوة إلا بالله .
بالنهاية يأتي الجرّار ليرفعه مع العشرات ويطمره تحت التراب .
وتوضع لوحة مكتوب عليها .... هنا دفن الخروف الذي أكله أخوه ميتاً .
لقد أفصحت عما يعتمر في قلوبنا من اسى وألم . يشق صدورنا بفأس الحقيقة المؤلمة . أننا نأكل لحوم بعضنا البعض . أستاذ لقد جرح قلمك الحقيقة ورسم لوحة تصف الواقع بأدب رفيع فتقبل مروري
لامست شغاف القلب لكن الالم و التعبير وحده لا يحل المشكلة بدل الأسى ليقدم كل منا حلا و لو صغيرا و لو بكلمة طيبة و لو بتضميد جرح صغير حتى تكبر مساحة من يريدون لم جراح الوطن