syria.jpg
مساهمات القراء
شعر
فلولاكُمُ مـا قَـرَّحَ الخـدَّ مَدْمَـعِي ....بقلم : مصطفى قاسم عباس

أطيفٌ أتـى منكم أضـاءَ اللـياليـا ؟
أم الشمسُ شعَّتْ ؟ أم هلالٌ بدا ليـا ؟!

أم الوجـهُ بدرُ التِّمِّ يجلو دُجـى المسا ؟
أم الكعبـةُ الـغـرّاءُ لاحت أماميـا ؟

 


سلوى قلبيَ الْمُضْنى : أيهوى سواكُمُ ؟

فأنتم حللتم فـي الـحشا فـي شَغافيا

فلولاكُمُ مـا قَـرَّحَ الخـدَّ مدمـعي

وَلَوْلا هَوَاْكُمْ مَـاْ نَظَـمْـتُ الْقَـوَافِيَا

فإنْ زُرْتُمُ فـي الْحُلْم فالنفـسُ تنتَشي

وأُصبُـحُ عـن كــل الخلائق ساهيا

 

 وكم كنتُ أرنو عند صَحْوي لطيفكم !

فأتركُ أشــجـاني ونَـوْحـي ورائيا

 

وإنْ موكبُ الأحزانِ أنـسانِيَ الكَرى

فأغفو.. عسـى ألـقـاكُمُ فـي مَناميا

 

تذكّرتُ أياماً مضت فــي جواركم

فأطربَتِ الـذكـرى سُـحَيـراً خياليا

 

وفاضت بحارُ الدمع حَــرَّى بِمُقلتي

فأغرقـتِ الـوديـانَ  ثـم الـبَواديا

 

وقـد كان سِرّاً حبُّـكُم سالفَ المدى

فأصبحَ جـهـراً بـعـد ما كان خافيا

 

ويـومَ النّوى دمعــي رخيصاً ذَرَفْتُهُ

وكـان عَـصـيّاً قـبـلَ ذاك وغالـيا

 

تجرَّعـتُ كأسَ البَيْـن مُـرّاً مُكَدَّراً

وكـنـتُ مِـراراً أرتوي الوصلَ صافيا

 

وغشَّى سوادُ الهجر جفني , فـلا أرى

سوى العبراتِ السّـودِ تَـحـكي دمائيا

 

ضحىً ودَّعتْ تلك الـمطايا وسلَّمت

ونَـوْحُ فـؤادي صـارَ للـرَّكْب  حاديا

 

عنـادلُ قلـبي تندُبُ الـرَّبعَ والحمَى

وتعـزفُ لـحـنـاً مُبكياً فـي رثائيا

 

..قضـيـتُ زمـاناً من حياتي مُلَوّعاً

فهـل قـادمُ الأيـام يُـدنـي التّلاقيا ؟

 

ظننتُ مرورَ الدهر يُسلي عن الـهوى

وإذ بِمـرور الـدَّهـر زاد الـجوى بيا

 

ركبتُ بحارَ الشّعر .. قلـتُ : لعـلها

تُخَفّفُ آلامــي... فظـلّت كمـا هيا

 

لواعـجُ شـوقٍ , واصفرارٌ , ولوعةٌ

وأوجُ هُيـامٍ كـم يُلَـظّـي فـؤاديا !

 

وطوراً أرى الأفنـانَ ثكلى لِحُرقـتي

وقُمْـرِيُّـهـا الـمحزونُ يَبـكي لحاليا

 

يزيدُ جوى الأسقامِ , والنفسُ تشتكي

..يَحـار بـيَ الآسِي , وأُضـْنِي الْمُداويا

 

همومي جرت خيلاً  أمامـي تَشُدّنـي

فمـا لِـنـِيـاقِ البؤْسِ تَجري ورائيا ؟!

 

هجرتُم أحبّائي.. فلَيْـلي مـع الأسى

...وحتـى بـزوغِ الفـجرِ أُبْكي اللياليا

 

إلامَ المآقي تـذرفُ الـروحَ أدمُعاً ؟ !

أأبـقى مـدى عمـري أعيشُ المآسيا ؟

 

...أسائل عنكُم كلَّ ركْبٍ مُســافر

وإنْ كـان شـامِيَّ الـهوى أو يَمانيـا

 

وترحلُ روحي فـي القِفـار غـريبةً

وترقُـب بـرقاً مـن حِمـى الْحَيِّ آتيا

 

فجسمي هنا , والروحُ تبغـي سبيلَكُم

ولم تَرَ مثلَ الـوجْـد في التِّيْـه هاديا

 

وكانت أخاديدُ الدموعِ بوجـنـتـي

تَسيلُ .. فَوَادِيْهـا بـدا الـيومَ  خاليا

 

غدا الخدُّ صحراءً , وعينِي سعيرُهـا !

فجفّت دموعُ العـينِ مـن وهـج ناريا

 

وتنثالُ آمال الـمـنى مـثـلَ صَيّبٍ

فتُمـسي سـرابـاً يتركُ القلبَ صاديا

 

ونشوةُ أحــلامي صحوتُ ولم تزل

تُدغدغُ آمـالـي , ولـم تَـدْرِ ما بِيا

 

تلاشت أمانـيَّ الـعِـذَابُ بلمـحَةٍ

وأفنتْ صـروفُ الـدهـرِ تلك الأمانيا

 

متى تُشرق الأقدارُ فيـنـا لنـلتـقي

وشـمـسٌ لأحبـابـي تُـنير اللياليا ؟

2013-06-17
التعليقات
مصطفى قاسم عباس
2013-06-18 22:48:07
لك شكري
أستاذي الكريم دمت بخير ودمت أديبا ذواقة مع خالص حبي وودادي

سوريا
محمد عصام الحلواني
2013-06-17 10:22:56
الأستاذ المحترم مصطفى قاسم عباس
روعة . أسمح لي أن أرفع القبعة احتراما لما تبدعه من زفرات تخرج بلواعج الأشجان .فتطرق مسمع القلب وتضج بالفؤاد فيعتمل الجوى في صراع مع الهوى . ولعل الحق والحب منتصر أخيرا . تقبل مروري

سوريا