وطناً تلبس القسوة كرجاله، واتخذ موقفا مسبقا من كل كلمات الأنوثة على الأرض، نحر مراراً رقبة تاء التأنيث المسكينة التي لطالما أرقت راحة ديكتاتورية رجاله بسكونها دون علم منها. وحارب الأنثى المتخفية وراء حروف كلمة حرية، وكم فم الثورة، لأنها في البدء أنثى قبل كل شىء.........
وهي لأن كل مافيها يضج أنوثةً، ويصرخ. وانتقاماً من ذلك الوطن الذكر، وتماما كما ننتقم ممن أحببناهم، دون أن نؤذيهم أو نحقد عليهم. غادرته إلى بلاد أم الثورات، بلاد تنادي بحقوق تاء التأنيث الغير ساكنة.
لكنه لم يغادرها هو، كان يجري مع الدم في شرايينها. حاضرا في الشوارع متلبسا وجوه المارة. كانت تراه في كل الساحات وفي ألوان اللافتات.
مامشت يوما في الشانزيليزيه إلا وحنت خطواتها للتسكع بأزقة باب توما ودغدغت قلبها رائحة القهوة والمعسل الهاربة من حاراتها ومقاهيها الوادعة،،،، لم تقرأ يوما قصيدة لبودلير إلا وقفزت إحدى قصائد نزار قباني إلى صفحات كتابها، وسمعت صدى صوت محمود درويش يرتطم بجدران قلبها يصدح انتظرها بصبر حصان معد لمنحدرات الجبال انتظرها....
ياإلهي... بالتأكيد خلق الله الحب عربياً، ولا يمكن له أن يكون إلا عربياً، لقد وجدت تلك اللغة للحب، وهل للحب معنى خارج العربية؟
كيف كان المحب سيحمَل الوله لحروف أربع، ليقول للحبيب مثلا (( ياسندي )) ليخبره كم هو مدين له ببقائه على قيد الحب، وأنه لا يقوى على التنفس بدونه.
تلك الكلمة كانت كلمته بامتياز في نوبات حنانه النادرة، كان ينتشلها بها من أعماق الحزن، لتحلق بها في سماء اللهفة، خافقة بجناحي فراشة فرحاً بوهج نيارين ستحرقها لاحقاً....
لحظات حب نادرة كانت كفيلة بإرواء عطشها عمراً كاملاً قادماً....
يهجم عليها الحنين دفعةً واحدة كلما جلست وحيدة تستحضر أرواح ذكرياتها معه........
كم كان يجيد الحب بقدر ماأجاد القسوة........
وبعد. أكملي . أنتي تعطين رشفات صغيرة تدعو للأدمان وتعذب المنتظر . سيدتي : في البداية لم أشعر بالتناغم مع ما سبق من قهوة 6 .ولكن بعد سطرين أو ثلاث رجعت الأستاذة ميس إلى صندوق الجواهر وبدأت تنر جملا تحتاج دهرا لتخرج من فم راصف للكلمات . ولا تحتاج إلا قلبا نقيا كقلبك لتخرج منه بثوان . عفوية ومبدعة . تقبليمروري بانتظار المزيد