من الطبيعي أن نفرح ونبتهج لسقوط نظام المرشد مرسي في مصر.. وانتهاء كابوس حكم الأخوان المسلمين لأكبر بلد عربي..إن مصر وسوريا شريكان في المصير منذ القدم..عندما تتفق الدولتان يكون الربيع العربي الحقيقي ..يعم كل أرجاء الوطن ..
ليكن ما يحدث في مصر اليوم مثالا لنا في سوريا ..نقتدي به لتجنب الكثير من الدماء والابتعاد عن حافة الهاوية..في مكان ما من الأزمة هناك الكثير مما ستتحدث عنه أجيال الغد والحاضر بكل أسف وأسى ..على مستنقع غرق به الجميع ..من أبناء الأمة العربية.. دفع الشعب العربي وما يزال يدفع الكثير من الدماء قربانا له .. على مذابح الفكر الغربي الإسرائيلي.. كي يؤمن أعداء الأمة لأنفسهم استقرار مادي بشري حضاري ..
مر زمن طويل على الأزمة السورية.. تجاوزت أرقامه الثمانية وعشرون شهرا ..دماء وقتل وحياة باتت أشبه بالمستحيل لأبناء وطن يتصارعون فيما بينهم.. حتى غدا لقاءهم أشبه بالكابوس للجميع ..مأجورون من أسيادهم قادمون إلينا من دول متعددة ممولون من دول خليجية .. يدمرون أسس حضارة شيدتها أجيالا رسمت معالم وطن من خلال تراث حضاري.. يتحدث بالكثير عن امة لم تستكن يوما لعدو أو غاصب عبر مراحل التاريخ ..عشرات الألوف قتلوا ..الملايين نزحوا هربا من جحيم نار تأكل كل ضعيف وسمين ..إلى متى الدماء تسيل ..
كفى يا أبناء وطني دعوا الحوار بينكم هو السبيل لإنقاذ وطننا قبل أن يصبح ذلك ضربا من ضروب المستحيل ..البحث عن مخرج حقيقي للأزمة عبر خارطة طريق سورية الولادة والبنين ..كفيلة إن كانت ايجابية الخطوط شاملة لجميع أطياف المجتمع بصدق النوايا في العمل .. أن نرى من خلالها وطننا يخرج من أتون نار يزداد لهيبها يوما بعد يوم ..حكومة أزمة وطنية واسعة الطيف بصلاحيات كاملة لكل عناصرها.. مدعومة من جميع شرائح المجتمع مؤمنة على اتخاذ كل خطوة ترى فيها ومن خلالها إنقاذ الوطن..والخروج به إلى شط الأمان للجميع ..
كفانا تجاوزا للقانون من قبل هذا أو ذاك ..المواطن بات على حافة خطرة قابل من خلالها للسقوط.. كل شيء يتبدل بشكل سريع ..حياة المواطن باتت قاب قوسين من خطر كبير ..مؤتمر للحوار الوطني جامع لكل القوى والبعيد كل البعد عن وصاية أو تدبير ..قوى سياسية تعلن الولاء للوطن كل يوم على محطات التلفزة وبرامج التغيير ..لانريد كلاما رماديا تقتل من خلاله الحروف بل نبتغي الفعل الوطني من الجميع ..ليكن أمامنا كما قلنا حكومة إنقاذ وطني لاوصاية لأحد عليها إلا وصاية الوطن ..صلاحياتها كاملة مأخوذة من الدستور والقانون ..بعيدة عن أي هيمنة أكانت سياسية أم أمنية .
نعم بمقدورنا فعل الكثير عندما تتوفر الإرادة ونتحرر من كوننا عبيد .. مراجعة حقوقية وطنية دستورية لنتائج عامين ونصف كنا فيها من التابعين لعواصم غربية عربية لاتريد لنا إلا التدمير ..تؤكد لنا أن الحل في وطننا إن توفرت التشاركية والقناعة والأيمان بقرار جماعي ..إن الوطن لجميع أبناءه موالاة ومعارضة.. المساواة والعدالة وكفاءة التعيين بالقانون عنوانه ..صدقوني عندها فالحل سهل وبسيط ..والقادمون إلينا من خارج الحدود مأجورين لن يكون أمامهم إلا الرحيل .
لك الله من وجداني وطني يتعالى على الجراح ويدعو للسلام في زمن اللاسلام . كمنحن بحاجة لهذه الأنفاس لإنسانية أولا . شكرا لك من القلب على هذه اللفتة الصادقة والشجاعة وانا على ما ذكرت حضرتك من دعوة للحوار والتسامح والحل الداخلي بين السوريين انفسهم تقبل مروري