استرعت انتباهي اشارة عابرة على الفيسبوك ...
قال الراوي : يا سادة ياكرام . ان حمارا ً جليلاً راعه ما وصل اليه ابنه من ضعف ووهن حتى أنه هزل فصار مجرد عصاعيص يكسوها الجلد ، حتى ان نهيقه اصبح ضعيفا ً كما لو انه كان دمية وصلت بطارياتها الى الرمق الأخير !!
وفي جلسة مصارحة عائلية ، جمعت الحمار مع ابنه وزوجته .. قال الحمار لولده المنكوب :
- لك ابني ، شو صايرلك ؟ والله العظيم حالتك بتصعب على الكافر !!
- لم ينهق الحمار الصغير ببنت شفة !!
- قال له متابعا ً : والله العظيم ما في شي بهل الحياة بيستاهل . لك حبيبي قل لي شو صاير معك ؟ شو قصتك ؟
- لم ينهق الحمار الصغير ببنت شفة !!
- قالت الأم : ابني .. لتكون حابب او عشقان ؟ او يمكن شايفلك شي شوفة وما عم ترضى تحكي ..قول لك ابني ، لا تستحي .. انا امك ، وهادا ابوك ، واذا نحنا ما وقفنا لجانبك في هيك لحظات ، مين بدو يوقف معك ويساعدك ؟
تنفس الحمار الصغير الصعداء ، وحاول التركيز قدر المستطاع ، ثم بدأ يستعد للبدء في البوح والكلام ...
ابي .. بصراحة انا منزعج وطالع ضغطي ومرتفعة حرارتي للجو من صاحبنا ، هو واولادو معو !!! لأنو كل ما دق الكوز بالجرة وزعل من احد اولادو لأنو غلطلو شي غلطة ، يقول عنه بكثير من الاحتقار والازدراء : حمار!! يخرب بيتك شو حمار !!تضرب شو انك حمار !! يلعن موديلك شو حمـــــار !!
دائما ً يصف ابنه المخطيء بالحمار ، يوبخه ويقلل من اهميته وكأننا نحن الحمير لا نفهم وليس لدينا كرامة !! كأننا لا نشعر ، لا نحزن ولا نفرح .. مع أننا نعيش حياة طبيعية كباقي مخلوقات الله ولم يخلقنا الله حميرا ً حتى يقلل من شأننا بل لأن دورا ً ما كلفنا به سبحانه ونحن نقوم به بكل تفان واخلاص ؟! ومع ذلك يحتقرنا ذلك الانسان من خلال تشبيه ابنائه بنا على اننا حرف ناقص ، بل مخلوقات حقيرة ؟! الا يدعو ذلك الى الحزن واليأس وهجر الحياة ولذائذ العيش بسبب طيش هذا الانسان واغفاله قدرنا نحن معشر الحمير ؟
قال الأب لولده مقدرا ً حكمة ولده : أحسنت ايها الحمار الصغير ، ومرحى لمستوى تفكيرك وادراكك ودفاعك المشروع عن حقك بكرامة في الحياة ..ولكن ، أي بني ، اعتقد بأنك مخطيء ومتسرع بعض الشيء !!
قالت ام الحمار : اسمع كلام ابيك وافهم ما يقصده تماما ً ..
تابع الحمار الكبير: يا بني ، اريد ان اقول لك بعض الكلام ، اسمعه وضعه حلقة في اذنك .
نحن الحمير لا مشاكل لنا ، ونقوم بواجباتنا وأكثر منها احيانا ً ، ولا نطلب سوى بعض التبن والشعير او العشب ، وبعضا ً من الماء نروي بها عطشنا . ولم نقصر يوما في خدمة صاحبنا مع انه يضربنا احيانا ً ، كما اننا نعيش لذاتنا ، لا نؤذي احدا ً الا اذا آذانا أحد ، وكل حياتنا هادئة وادعة .. وشعارنا في الحياة الصبر والتحمل
ابني قل لي بصراحة :
- هل سمعت يوما ً ان حمارا ً سرق جاره او صديقه او ابن بلده ، بل وربما اهله؟
- هل سمعت يوما ً ان حمارا ً تجاوز الأنظمة والقوانين لتحقيق غايات شخصية وعلى حساب الغير ؟
- هل سمعت يوما ً ان حمارا ً اختلف حتى مع أقرب الحمير له وتطور هذا الخلاف الى حرب وقتل وابادة وانتهاك اعراض وسرقة وتدمير وكل ذلك لمصالح شخصية في اغلب الأحيان ؟
- هل سمعت ان حمارا ً اغتصب ذات يوم جارته او ابنة صديقه بل وحتى ابنته او اخته في بعض الأحيان ؟
- هل سمعت يوما ً ان حمارا ً خان وطنه مقابل حفنة من المال ، او لغاية في نفسه ؟
- هل سمعت ان حمارا ً ادعى انه مؤمن بربه وفق شريعته ، لكن كل ما يقوم به يخالف الشريعة التي آمن بها ؟
- هل سمعت ان حمارا غدر بصاحبه او بصديقه او بقريب له ذات يوم ؟
- هل سمعت ان حمارا ً شهد زورا ً في قضية لغاية في نفسه؟
- هل سمعت حمارا ً ذات يوم رفع تقريراً كاذبا بآخر حتى لو كان الأقرب اليه ؟
- هل سمعت يوما ً ان حمارا ً قبل يوما ً رشوة ؟
- هل سمعت يوما ً ان حمارا ً كذب ؟
- هل سمعت يوما ً ان حمارا ً كفر بنعمة ربه ؟
- هل سمعت يوما ان حمارا ً دفع ما فوقه وما تحته ليؤذي مخلوقا ً او جهة ما ليشفي غليله من شيء اعتقد انه ازعجه ؟
- هل سمعت يوما ً ان حمارا ً اعتدى على آخر: عرضه وماله وملكه ، لارضاء الغير ؟
ثم بعد ذلك تتضايق اذا نعت بعض الناس ابناءهم بالحمير ؟
بربك ، من هو الحمار الحقيقي كما يقصده بنو البشر ، انت ، ام هؤلاء الشكيلات من البشر ؟يكفيك فخرا ً انك حمار ، وبعض من يحتقرونك يعتبرون ذواتهم ا نـا ســـا ً ، لكنهم يحتاجون قرونا ً كي يرتقوا الى مصاف الحمير !!.. واشكر ربك على نعمة انك حمار ، ولم تكن واحدا ً من اولئـــــك !!!!
بعض المساهمات برأيي تتضمن افكارا جديرة بالاهتمام لأنها ذات مغزى عميق ،ومنها هذه المساهمة ، ومع ايماننا المطلق بحرية الرأي الا ان بعض التعليقات ونتيجة التسرع في فهم المغزى احيانا ولغاية في نفس يعقوب ثانيا يتم التوجه من خلالها الى غيرالهدف المقصود ، ومن وين لوين طلع معك بيفهم نموذج على ذلك !! اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ... يا رب العالمين !
هل سمعت بأن حماراً باع وطنه ودينه وشعبه لأجل حفنةٍ من التبن والشعير و لأجل اسطبلٍ فخم...أكيد لا.بس نحن سمعنا وشفنا وما حدا قلنا.
السيد عصام الحلواني المحترم .. داعيكم من المتابعين باهتمام لما تكتبه سواء كتاباتك او تعليقاتك . انت انسان مثقف وراق واكثر من رائع . أحييك من كل فلبي ولك شكري وتحياتي.
حوار رائع وكناية جميلة وتشبيه مبدع . عنار القصة القصيرة كلها متوافرة . والمعنى يدمي القلب . تبارك الفكر المبدع .والضمير الإنساني السوري الحي . تقبل مروري
ومين قللك يا حضرة الكاتب انو بعض البشر افهم خلق الله؟ وحياتك الوضع يللي وصلنا اليه بيدل على انو البعض بغال مو بس حمير !! لك هادا حال هادا ؟ قتل وتدمير ونهب واغتصاب .. وكلو باسم الدين والدين من هؤلاء براء ...وياريت في شي ايجابي تحقق ، او يمكن انو يتحقق !!! وحسبنا الله ونعم الوكيـــــل .
يحرق حريشك .. بتفطس من الضحك ، بس العبرة لمين يفهم !!
بصراحة كنت انا وقاعد عم نفكر مابعرف وين بدي دور فقلت لك خليك قاعد وجابني فكري لهون فرايت شعر لك قرائته وهو جميل ورائع فستهوتني قصتك هذه وتذكرت قصة اه منا نحن معشر الحمير فقلت ليس من حق احد ان يلوم الحمار لانه حمار والحمار بده كتير ليصير جحش اثر نقاش طويل مع فكري فقلت يعني مين افهم فقال تنيناتنا منفهم بس الجحش بكون ختيار لهيك عنده خبرة اكتر نحن مازلنا شباب