syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
شاهد على العصر ... بقلم : عهد ابراهيم

كل عصر يعيشه البشر على هذه الأرض أو حتى كل قرن يمضي من حياتهم يكون هناك أشخاص يوثقون الأحداث ويكتبون ما يحدث حيث تتعدد الوسائل التي يلجؤون إليها في تسجيلاتهم ولكن كل شخص يتناول ما يشاهد ويقرأ ويسمع على طريقته وحسب ثقافته ومعرفته وإتجاهاته وميوله ,  وهو إما أنه لا يفكر بأهمية ما يوثقه وبمصداقيته أو أنه يعرف ولكن يكتب بناءً على توصياتٍ من أسياده حتى لا يكشفهم الزمن على حقيقتهم , لأن كل ما يكتبه سيكون بين أيادي أجيال المستقبل التي تعتمد على ما تقرأ في إصدار النتائج حول أية مشكلة أو موضوع يتم الحديث عنه أو التمحيص فيه وحتى لو كان يخص شخص بعينه ولن يجدوا أفضل ممن كانوا شاهدين على عصر أو قرن مضى للتأكد من حقائق الأمور , وطبعاً هذه هي وجهة نظرهم الطبيعية على مر العصور في إعتماد هؤلاء الأشخاص كمصدر ثقة إلى حين ثبات العكس وتكذيب ما وثقوه وسجلوه حول كل رئيس أو مسؤول أو شخص حاولوا أن يجعلوا منه بطلاً أو إسماً براقاً ومميزاً في مجال من المجالات  ..


ولسوء حظنا فنحن العرب لدينا تاريخ فيه الكثير من الكذب والنفاق والتضليل إن كان في الوقت الحاضر الذي سيكون تاريخاً للمستقبل أو في الماضي الذي نتكلم عنه الآن وهو نفسه في المستقبل بوجود هذا الكم الهائل من التلفيق والدجل والتآمر والتاريخ يعيد نفسه مع نفس الأشخاص الذين يتوارثون حكم آبائهم وأجدادهم حيث يكتب على حسب ما يريد الرؤوساء والملوك الذين حكموا في حقباتٍ من الزمن أو حتى في تاريخنا المعاصر ومارسوا أشنع أنواع المؤامرات والحقد والفتن ونهب مال الشعوب وخيرات دولهم

 

 فمثلاً ماذا سيكتب عن المؤامرة التي تواجهها سورية أو بعض الدول العربية حيث كانت الشعوب تعيش بمستوى معين وهو صحيح ليس بمستوى الرفاهية والغنى الذي ترغب فيه ولكن إلى حدٍ ما كان مقبولاً وعلى الأقل فالمواطن لا يحس بأن هناك من ينتهك عرضه وكرامته ويعتدي على عرضه أمام عينيه ويقتل إبنه بحجة حبه لوطنه وعدم موافقته على هجره , وهل سيكتب عن الذين تآمروا علينا وذبحوا الشعوب العربية بمساعدة بعض الرؤوساء والملوك العرب بأنهم مناصرين لحقوق الشعوب وباحثين عن حريتهم وديمقراطيتهم أم أنهم كانوا راديكاليين وإمبرياليين وماركسيين ولا يعبرون إلا عن أفكارٍ متطرفة في المجال الإجتماعي والدين وأحلامٍ إستعمارية في توسيع السيطرة ونهب الثروات ومحاولة فرض مجالاتٍ معينة على حساب مجالات أخرى

 

 ومع كل هذا فهناك من يصدق ويؤمن بمن كان شاهداً على العصر وحتى لو كان هو نفسه هذا الشاهد بحاجة لمن يشهد على ما كتبه في يومٍ من الأيام , وها هي الحرب على سورية تسجل أسماء وتجول بهم في العالم وتمحيهم في يوم وليلة وتقودهم إلى مجاريرٍ تحت الأرض حيث لا أحد يسمع بهم أو يتكلم عنهم وربما حتى التاريخ لن يقبل أن يسجلهم بالرغم من قذارة سجلاته في بعض الأحيان ولكن هذه حال الدنيا والله سبحانه هو الذي يمهل ولا يهمل .

2013-07-29
التعليقات
جورج
2013-07-31 00:07:31
سلمت يداك
كالعادة أستاذ عهد متميز في طرح المواضيع وتتطرق دائماً لكل ما هو واقعي وربما أحياناً يكون منسي من الناس أو لا ينتبهون له .

سوريا
محمد عصام الحلواني
2013-07-30 18:35:00
الأستاذ المحترم عهد ابراهيم
مازال التأريخ يمتطى كالبعير من قبل عصابة التطبيل والتزمير للحكام الأشاوس الذين يرهبهم كل شيء فبراميل النفط تخشى كل شيء إلا الله . سيدي إن من عهر التأريخ المسموم أن الحسين يقتل بيد طغمة من المرتزقة بأمر من يزيد بن معاوية ثم يكتب عنه ( أمير المؤمنين ) ولست افرق بين أمير الجماعات المتطرفة اليوم وبين ذانك الأمراء قديما فهذا السنخ من ذاك الجذر الخبيث . ودمتم

سوريا
مناف الأحمد
2013-07-30 11:47:49
شهود زور
التاريخ العربي ملئ بالمبالغات والروايات التي كتبت من أجل تعظيم بعض الأشخاص الذين كانوا بمراكز هامة ولكن تم الكشف عن بعضها والمستقبل سيكشف كذب بعضها الآخر وتاريخنا الحديث لا يختلف كثيرا عن التاريخ القديم وربما تطورت أساليب النفاق والتضليل أكثر ‏.

سوريا
هالة
2013-07-30 00:53:08
حدث ولا حرج
هناك الكثير من الشهود المنافقين عبر العصور وكلهم كانوا يكتبون كما ذكرت حضرتك حسب ما يريد الرؤوساء والملوك والحكام من أجل تبييض صورتهم أمام أجيال المستقبل .

سوريا
إياد
2013-07-29 22:16:50
صدقت
يكفي لنا أن نشهد صمود الشعب السوري العظيم في وجه هذه المؤامرة وسياسة التجويع والحصار الإقتصادي التي فرضت عليه وشكراً لك أستاذ عهد على هذه المقالة وكل الشكر لموقع سيريانيوز .

سوريا
عماد الحسن
2013-07-29 11:34:16
عصر مخجل
إن ما حدث في عصرنا هذا يمثل العار للدول العربية وهو شئ مخجل ولن ترحمهم الأجيال القادمة فقد دمروا بعضهم وتآمروا وقتلوا وشردوا الناس فهل هناك من شاهد لديه الجرأة ليكتب حقيقة هؤلاء المنافقين ‏.

سوريا
شاهد
2013-07-29 07:10:58
عصر النفاق والفتن
الأستاذ المحترم عهد أقدر لك كتاباتك ومواضيعك المميزة وإسمح لي أن أكون شاهداً على عصر كله نفاق وفتن وخداع ودجل حيث العرب يقاتلون بعضهم ويدمرون دولهم ويذبحون شعوبهم بحجج غريبة وعجيبة وليس فيها شئ من الإنسانية ولكن كل هذا من أجل الكرسي وحماية مصالح أمريكا وإسرائيل والمشكلة أنهم لا يتعلمون مع تحياتي لك .

سوريا