syria.jpg
مساهمات القراء
قصص قصيرة
أمل ... بقلم : ريم الأتاسي

اليوم .. يمضي وما من صديق يسأل .. يرن الهاتف برقم غريب الطقس حار والعرق يقطر من خلف أذنيها، تنظر إليه ولا تجيب، تعيد شعرها إلى الخلف بحركة سريعة، تمسح نظارتها وتعيد رفعها إلى عينيها.. المروحة تدور ببطئ كأنها لا تستطيع معاندة الحر خوفاً من أن يوقف حياتها..


 الرقم يتصل من جديد تنظر إليه ولا تجيب، اغرورقت عيناها بالدموع صاحت بصوت مخنوق:" المراجع التالي".. يقف المراجع قبالتها يضع أوراقه على الطاولة، ينظر إلى ملامحها الميتة، وإلى الدبلة المعلقة في رقبتها .. يسألها محاولاً أن يخفف عنها:"كيف الشوب معك ..؟".. تنظر إليه مستغربة هذا السلوك الغريب من مراجع، تجيبه ببرودة:" لا بأس .."..

 

 يرن الهاتف من جديد مرة .. اثنتين .. ثلاثة، تقفل الهاتف وهي تكلم نفسها، تسقط الدمعة المتحجرة من عينها، تحمل الصورة إلى صدرها، يسألها:"هل أنت على مايرام، إذا الرقم عم يدايقك أنا بحل المشكلة..".. تنظر إليه بعيون أثقلتها هموم الموت فجف الدمع منها وتحول سواد ليلها إلى ساعات تسبق الفجر لا قمر فيها ولا بزوغ شمس، تقول له وهي تعيد وضع الصورة على المكتب:" هاد آخر ولد عندي، كل ما بيجيني رقم غريب بيكون خبر استشهاد واحد من ولادي، هاد آخر أمل عندي، أصغر ولادي والشي الوحيد الي مخليني عايشة لليوم، والفلك اليوم حذرني من ساعات الصباح الأولى، وقلي أنو كل شي رح يكون على مايرام بعد الضهر ..

 

رح استنى لبعد الضهر بعد مايرجع من الروضة وبعدين ..".. صمتت دون أن تقول شيئاً، ناولت المراجع ملفه، أخذه وسار دون أن ينطق بأي كلمة، وقبل أن يخرج من الباب اصطدم بفتاة قادمة تركض من بعيد وقفت وأنفاسها تكاد تتوقف وقالت:" يا جماعة صاير تفجير جنب روضة النور وعم يقولو باص الولاد مضرر كتير .. حدا ابنو مسجل هنيك؟!"..

2013-08-14
التعليقات
محمد عصام الحلواني
2013-08-14 14:56:51
الأستاذة المبدعة والمحترمة ريم الأتاسي
لك الله أستاذة لقدأبكيتني .وأنا أحاول دائما أن أنظر للنص من الناحية الفنية وألا أرتبط به عاطفيا . لكن التمكن المبدع وسلاسة الطرح حطمت قاعدتي وألقتني في دوامة العيش لحظة بلحظة وكأنني أرى المشهد أمامي . لك الله أستاذة . تقبلي مروري

سوريا