هل تعلمون أحبتي لماذا صنفنا تحت بند شعوب العالم الثالث؟؟؟
باختصار شديد أقول لكم ... ننتمي بحكم الموقع الإستراتيجي الذي نحظى به لكنتونات صنعها الآخر، وبوتقنا فيها، وجعل ألي الأمر فينا معظمهم من الوصوليين.
والوصولي ذلك الشخص الفقير بالإمكانيات، يبذل قصارى جهده للرقي والترقي في المناصب بفعل أطلق عليه مسمى: تدمير الآخر.
ذاك الشخص يصبح من الجشعين، فلا يهدر فرصة أو يأل جهداً للبحث والإستقصاء عن مكاسب يحظى بها من خلال علاقاته المشبوهة، ومركزه المرموق.
من المسميات التي يمكن أن نطلقها على مثل هذا الشخص << الشافط الأكبر >> كونه مستعد أن يشفط مياه البحار السبع فيما لو أتيحت له السبل، من دون أن يلقي بالاً لمن يشاركونه الحياة.
يصبح هذا الشيء كالبرغوث زرع بإحكام في جسد الأمة، يلعق خيرها، ثم لا يتوانى في التبول على ولي نعمته، ليأكل الأخضر واليابس.
المبدعون في أي مجتمع غير مضطرين لمناحرة مثل هؤلاء الأوباش، فلا الوقت يسمح، ولا الفكر يعين. وحينما يجد الأوباش أن استباحة الغير يسير، يتمادون من دون رادع أخلاقي أو وازع ديني، فيشمرون عن السواعد ويقودون الركب إلى المجهول، ليصبح المستظل بظلهم هم الأعلون، ويتهاوى المبدعون إلى الدرك الأسفل.
أتمنى بأن أكون قد شخصت المرض بالشكل الصحيح ... وهنا يتبادر لذهن العاقلين منا السؤال التالي: عرف المرض .. فما العلاج؟
الحريصون على رقي الأمة، يحرصون على عدم تنامي دور الأوباش فيها بأن ينتقلوا إلى زمرة المبدعين بطرق أبواب العلم وتشغيل العقل، فيعملون على سد منافذ الإمداد ما أمكن عن هؤلاء المتسلقين عن طريق التعرية وعدم التعاطي معهم، لنجد بأن المجتمع كفيل بتحجيم زمرة الأوباش، ومن ثم لفظهم خارج نطاقه إلى غير رجعة.
تحت بند البقاء للأفضل، يجب أن يكون المبدعون هم اليد العليا في المجتمع، كما يحصل في دول العالمين الأول والثاني ... فبقليل من الدهاء والحنكة والعمل الجاد يستطيع أي مبدع من الوصول للمراتب العليا في المجتمع، ليعود ويمسك بزمام الأمور و يجنب الجميع الوقوع في الهاوية.
ولكن هيهات أن يتنازل الأوباش بسهولة عن مراكز القرار، لأنهم يعلمون بأن في ذلك نهايتهم، من خلال قرارات تقص من خلالها أجنحتم، وتقطع أيديهم الإخطبوطية، لينكفئوا معلنين الهزيمة. لذلك نجدهم في كل حال وحين يرصوا صفوفهم ليس محبة في التعاضد والإتحاد، وإنما خوفاً على مكتسبات حيزت لهم بغفلة عن المبدعين من حولهم، وذلك كونهم لا شغل لهم غير البحث والتمحيص عما يمكن أن يؤول إليهم من مغانم يتقنون كيفية الوصول إليها، بخبرة من تتلمذ على يد إبليس وأعوانه.
وأترك الأمر بين أناملكم، ليدلوا أي منكم بدلوه لو كان الشأن يهمكم !
لن أزيد على ما أورده الأستاذ أفجستا1 غير أنني أحببت أن أحكي قصتي فبعد أن صارت رآسة القسم شاغرة بسبب خروج رئيس القسم على المعاش وكنت أنا المؤهل لسد هذا الشاغر يسقط من السماء موظف يعارك الجميع للوصول لهذا المنصب طمعاً بالمزايا ويجند كل الواسطات لينحيني ويجلس بامكان بحجج واهية أوهن من بيت العنكبوت ... وهذا حال 90 % من المناصب في الدولة لا تمنح إلا للمتسلقين الذين يسعون للميزات ووقت الشدائد يكونون أكثر المتخلين عن المسؤولية وامكتفين بإقتناص الفرص لتجيير الأزمات في سبيل خدمة مصالحهم الشخصية.
والله لو جيت للحق قليل علينا شعوب العالم العاشر إنت معي بالحكي
تحية للقلم المبدع في تصوير المشهد وتسليط الضوء على مكامن الضعف ومؤثرات التراجع والتخلف . إن الهزيمة تبدأ من النفس ومن لايملك حس الهزيمة في نفسه لا يمكن تصنيفه على أنه من عالم ثالث أو رابع بل يكون على رأس العوالم كلها رغم أنف الصهيونية العالمية . ودمتم
بداية أشكر كل من الأخبة الذين لم يتوانوا عن الإدلاء بدلائهم إغناءاً للموضوع،فالأستاذ محمد عصام حلواني يعزي التخلف المزروع فينا إلى الهزيمة المغروسة في أوصالنا منذ نعومة أظفارنا وذلك الرأي أقدره وأحترم من نبهنا إليه لأن المجتمعات المتطورة لا يمكن أن تبنى بنفوس مهزومة_أشكر أخي لموره الذي يسعدنا ويغني الموضوع،أما سوري... فلديه نظرة تشاؤمية للوضع كما حال معظمنا وله الحق إلى أن سجعل الله لنا مخرجا، والأخ محمد ساق قصته لتكون شاهداً على ما ورد فله منا كل الإحترام والتقدير...