قررت الصحراء أن ترحل و عزمت أمرها . قالت لها الشمس ، أين أنتِ ذاهبة يا صديقتي ،
رحلة عمر بيننا
.
أجابتها الصحراء زوريني حيث سأذهب ، أنتِ تطلين على كل الأرض
فقالت الشمس
- معاتبة عتاب الصديق - هناك حيث ستذهبين سيمنعني الغيم من زيارتك كل يوم .
- و أنا ، هل ستظلين تحبينني عندما ترين النهر و البحر ، هل سأظل أنا المدلل
صاح البئر ، و بعد صمت قصير و بصوت حزين قال :
أنا هنا الملك ،
الناس تركع عند لقائي ، أما هناك ، سأموت ، لن يشربني أحد .
و ماذا أفعل أنا قالت نبتةَ الصبار بغضب ، ماذا أفعل أنا أمام تلك الأشجار
التي تعانق
السماء ، أمام الورود و الفل و الياسمين .
- و أنتم ماذا عندكم
لتقولوا ، قالت الشمس ، نحن،
نحن نخبئ قبحنا فيكِ ، نتلون بلونك ، ماذا سنفعل أمام تلك الحيوانات القوية
و الجميلة.
و أتى الليل و نامت الصحراء ، و نامت الشمس
و الحيوانات و النباتات ، بعد أن تأكدوا أن الشمس راحلة ، و أدركوا أنها لن
تأخذهم
معها ، فهم غير قادرين على العيش حيث قررت الشمس أن ترحل ، إلا البئر ظل
صاحياَ .
و مع طلعتها وجدت الشمس
البئر بانتظارها
، لم تنم أيها البئر قالت الشمس ، قال البئر للشمس و كأنه لم يسمع سؤالها ،
أنا أعرف
لماذا تريد أن ترحل ، و إني بحاجة لمساعدتك لإقناعها بالبقاء .
ضربت الشمس أشعتها على البئر ، محولة إياه غيمة صغيرة ، و هطل البئر مطراً ، كما لو أنه دمع على خد الصحراء .
فتحت الصحراء
عينيها ، وقالت موجهةً الحديث
لأصدقائها ، لقد رأيت حلماً جميلاً ، و لكنه حلم قصير ، هناك حيث سأذهب
سيكون هذا الحلم
حقيقة . ثم نظرت الصحراء حولها و قالت أين البئر ألا
يريد أن يودعني ، صمتوا جميعاً .