syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
مفهوم الديمقراطية في الشارع العربي ...بقلم : أحمد السيوري

 هل كان هناك أي نوع من الديمقراطية في تونس خلال فترة حكم زين العابدين بن علي ام في مصر ايام حسني مبارك او حتى في اليمن او سوريا؟

بعد الثورات التي قامت في هذه الدول هل اصبح للديمقراطية اي وجود؟ ام هناك تغيير لشكل القيادات العليا في هذه البلاد؟ و في نفس الوقت من يقف وراء كل هذه الفوضى في البلاد العربية؟


السؤال المطروح هل اصبح الشعب  في مصر او تونس او اي بلد اخر قادرا على التعامل مع المفهوم الحقيقي للديمقراطية و ابعادها؟ نحن لا نعرف حقيقة تفاصيل حكم الاخوان في مصر و لكن في اعتقادي ان الاخوان مع تأكيدي لرفض ارتباط اي حزب بدين او طائفة او ما شابه قد ارتكبوا خطا فادحا في توليهم للسلطة بعد سقوط حكم مبارك و كان من الاولى تشكيل حكومة وطنية من كافة الاحزاب السياسية الممثلة لكافة اطياف الشعب على الاقل حتى يصبح مفهوم و آلية ممارسة الحرية و الديمقراطية واضحا للشعب الثائر

 

من الواضح ان كل من يستلزم زمام الامور في اي بلد يمارس نفس الية الديكتاتورية المتبعة في النظام الذي قبله مع تغيير في الشكل العام فقط فعلى سبيل المثال لم تستطع لغاية اليوم المعارضة السورية ان تتفق فيما بينها على ايجاد خارطة طريق للمرحلة المقبلة بل كان الصراع على رئاسة الائتلاف و تحصيل المكاسب هي الهدف الاساسي

 

إن قيادات الاحزاب او الحركات او مهما كان اسمها قد نشأت على الفكر الديكتاتوري و مفهوم عدم سماع الرأي الاخر و إذا اسقطنا هذا الواقع على مستوى الافراد في الشارع العربي نجد عدم قبول اي طرف للاخر فالموالي يشتم و يكره المعارض و المعارض يكره الموالي و اليوم ايضا كما هو الحال اليوم في مصر تم تقسيم الشارع المصري إلى مؤيد للأخوان و معارض لوجودهم بل أصبح  شعار الديمقراطية إذا لم توافقني فانت عدوي ويجب ابادتك

 

من خلال هذا المفهوم اصبحت الدول العربية مكانا خصبا و مناسبا للتطرف على مختلف مستوياته و انواعه و اصبح التدخل في سيادة الدول امرا طبيعيا فعلى سبيل المثال من غير المعروف في الواقع السوري عدد الجبهات التي تتحارب على هذه الارض من جيش نظام إلى جيش حر إلى سلفية إلى حزب الله إلى إلى إلى الخ و الضحية هو المواطن العربي الذي يمارس عليه انواع الاضطهاد ومن المضحك ان كل جبهة تعلن عن اهداف و تعتبر اهدافها هي الاسمى في الوجود فمن شعار الممانعة والتصدي إلى شعار حقوق الانسان إلى شعار العلمانية إلى شعار الحكم الإسلامي و للاسف خلال كل هذه الفترة لم يتحقق اي شعار

 

ان اي جهة سياسية مهما كان نوعها يجب أن تفهم  اولا ان المواطن العربي بحاجة إلى كرامه و إذا كانت هذه الجهة تسعى إلى مناصب في الحكم فعليها ان تفهم اولا احتياجات المواطن و تتعهد بتحقيق رغبات هذا المواطن مع وضع خطة قابلة لاتنفيذ لتحقيق هذه الرغبات و انها ستحاسب في حال عدم التزامها بخطتها المعلنة وذلك قبل ان تفكر اصلا باستلام اي منصب ضمن الحكم و إلا لن تكون سوى وجه اخر الديكتاتورية التي تمارس على هذا المواطنن

 

2013-08-26
التعليقات