الأمان والراحة وتوفر الحاجيات الأساسية. من أهم البنود التي تؤدي إلى إنتاج دراسي جيد وأداء دراسي فعال في العام الدراسي. وما العام الدراسي الاستثنائي إلا عام دراسي خاص، إما بتوفر ظروف ممتازة للطالب مما يزيد إنتاجه وتحصيله، وإما بوجود نواقص تضعف من هذا التحصيل.
كنا نتوق لو أن الظرف الاستثنائي الذي أحاط بالطالب السوري أتاح توفير كل متطلباته ليقدم إنجازاته، ولنرى قدرته على التفوق. ولكن (النصيب) اختار له أن يخوض ظرفاً استثنائياً قاسياً جداً، ظرفاً لم يذق قسوته الطالب السوري بصورة جماعية من قبل، ولم يتوقع أن يخوضه بتاتاً. والآن في الامتحانات النهائية وطيلة العام الدراسي الماضي استمرت معاناته مع ظرفه الخاص.
كل إنسان سوري عانى الأزمة بصورة ما، وكل طالب سوري تأثر بها وأثرت أيضاً على تحصيله العلمي على نحو أو آخر، وكان للطالب الجامعي النصيب الأكبر في هذه الأزمة بين كل الطلاب. فهو على الأغلب المغترب جزئياً عن بيته ليرتاد جامعته. هذا الطالب الجامعي الذي يبحث في أغلب الأحيان عن سكن جديد. منهم من كان ينوي استئجار سكن ولكن الغلاء الفاحش دعا أغلبهم إلى الرضا والاستسلام للسكن الجامعي ذي الخدمة المتراوحة بين الوسط في بعض الوحدات، والسيئ في وحدات أخرى. وكانت الحاجة هي المؤدية إلى السكن في مأوى قد لا يناسب طالباً جامعياً.
ومن جهة أخرى كان غلاء الأسعار بالمرصاد للطالب كي يقتصد بأموره الغذائية والمكملة، ويقصر إنفاقه على لقمة زهيدة ليؤمن ثمن المحاضرات والكتب التي باتت أيضاً مرتفعة الثمن. والأمان لعب دوره في التأثير على الطالب الجامعي، فكل بقعة من الأرض السورية اليوم متوترة ومعرضة للخطر، وحالة الطرقات بين المحافظات باتت مرعبة. فما كان من بعض الطلاب إلا أن تخلوا عن الدراسة والتحقوا بذويهم وعائلاتهم بحثاً عن الأمان الاجتماعي، وهذا تصرف طبيعي في ظل هذه الظروف. وبعض الطلاب الذين رغبوا في المجازفة بعيداً عن عوائلهم لم يستطيعوا زيارة المناطق التي تقطنها عوائلهم شهوراً عدة.
سألنا المرشدة النفسية (إيمان الحرك) عن نفسية الطالب في الأزمة وتأثير ذلك على تحصيله العلمي، فقالت:
(إن الاستقرار في السكن موضوع هام جداً لتحصيل دراسي جيد عند الطالب، حتى إن الأمان في المنطقة المسكونة له دوره في التأثير على نفسية الطالب وراحته. ففي حال السكن في مناطق تطولها المشاكل وتستمر فيها أصوات (الضرب) والاشتباكات ويستمر فيها ذعر الطالب من أي خطر قد يهدده، فإن التركيز الدراسي والتحصيل الصحيح سيكون أقل من المطلوب بلا شك. كما أن غلاء أجرة البيوت والاضطرار للسكن في أبنية غير صحية أو غير نظيفة ورؤية مناظر الأوساخ والصرف الصحي غير الجيد والروائح النتنة، يبقي الطالب بحالة توتر وقلق واضطراب تؤثر على نومه وتفكيره وشعوره بالوهن. وهذا كله يؤدي بلا شك إلى تشكل شخصية قلقة ومتوترة تفتقد الهدوء والاستقرار، وهذا له تأثيره المباشر على التحصيل العلمي وعلى المعدلات الدراسية خصوصاً. كما أن غلاء أسعار كل شيء كل المواد والمحاضرات له تأثير في تشتيت تفكير الطالب وانشغاله في تدبير أموره المادية والاقتصاد فيها. كما أن التقليل من تناول الغذاء الصحي سيؤدي إلى وهن الطالب أو مرضه.
كلها أسباب قد تؤثر على دراسة الطالب ونجاحه. وحتى لو درس دراسة جيدة فالتركيز لن يكون جيداً يسبب تشتت الفكر بقصص عديدة. ثم إن البعد عن الأهل، والقلق عليهم، وتفكير الطالب بالموت المنتشر في كل مكان هي أسباب تؤدي إلى غياب التركيز عند الطلاب).
ليست الحالة الرديئة التي يمر بها الطالب السوري بجديدة، ولكنها كانت أقسى في العام الماضي عن العام الذي سبقه. وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات تحسن للوضع السوري، لكننا نستبشر الخير، علَّ الأزمة تنحسر وتتراجع في الأعوام المقبلة، وإلا فإن العلم وطالب العلم في سورية في خطر كبير، يزداد استثنائية عاماً بعد عام.
احسنت استاذة لقدسلطت الضوءعلى مشكلة خطرة . فبدون الرقي العلمي والتربوي لن يستطيع الإنسان السوري الترفع عما يفعله اليوم من اجرام ليس له شبيه في الكون ولا أعمم . وبسلاح العلم تحل كل مشاكلنا . تقبلي مروري
حلو كتييير هي أكبر مشكلنا ببلدنا هﻷ وانا اتضررت من هالموضوع كتيييير وكانت النتيجة ان عيد البكالوريا بسبب اﻷوضاع يعني ما بس طلاب الجامعات تضرروا ونحنا كمان كل يوم عم ندفع ثمن هاﻷوضاع يلي ما ألنا ذنب فيا