يعد العمل التطوعي واحداً من أبرز الصفات النبيلة التي تتصف بها المجتمعات، فهو كمفهوم يمثل تجاوز الفرد لذاته وتقديمه لحاجة المجتمع على راحته الشخصية ومنفعته الذاتية. وهو من أعلى معاني الإحساس بالمسؤولية، ومؤشر مهم على انتماء الفرد للجماعة، واستعداده للتضحية في سبيلها.
نتيجة لما تشغله قضية التطوع من الناحية الإنسانية، التقت جريدة (النور) عدداً من الشباب الذين يزاولون العمل التطوعي، فحدثونا عما يقومون بهِ من أعمال:
البداية كانت مع طالب كلية الاقتصاد الشاب رافي، الذي حدثنا عن الفئات التي يقدمون المساعدة لها بالقول: نحن نقدم المساعدة لذوي الحاجات الخاصة وأسرهم، ومدمني المخدرات وأسرهم وللجانحين، وللفقراء وأولاد الشوارع لمكافحة الفقر. وللعمالة الوافدة ولخدم المنازل، وللمعوقين وأبنائهم وأسرهم، وللأحداث والمدمنين، وغيرهم من الفئات المحتاجة .
وعن أهمية التطوع بالنسبة للمتطوع ذاته وللمجتمع تحدثت إلينا المتطوعة سحر بالقول: إن العمل التطوعي رافد من روافد التنمية الاجتماعية، تدعمه وتشجعه الدولة، بغرض تحقيق أهداف خاصة يمكن تلخيصها كالتالي: تنمية شعور المواطنة لدى الأفراد، ومساعدة المتطوعين على العمل الإنساني، وإكساب القائمين على المؤسسات التطوعية (الجمعيات الخيرية) مهارات جديدة في إدارة العمل التطوعي وتنظيمه، والمحافظة على تماسك الأفراد من الانحرافات الناجمة عن الحاجة والفقر، وهذا هو أهم الأسباب، لمواجهة المشكلات المتفاقمة في الحياة المعاصرة.
وعن معوقات العمل التطوعي تحدثت لنا المتطوعة ريما بالقول: التنشئة الأسرية التي أصبحت تهتم فقط بالتعليم دون زرع روح التطوع وبث الانتماء والمواطنة وحب مساعدة الآخرين.
كما أن مناهج وأنشطة المدارس والجامعات تكاد تكون خالية من كل ما يشجع على العمل التطوعي الحقيقي.
غياب التوعية الإعلامية، كما أن الضغوط الاقتصادية التي يعانيها معظم الشباب هي من الأسباب التي تدفع البعض للبحث عن عمل مساعد بأجر والانخراط به، وبالتالي عدم وجود الوقت الكافي للتطوع.
إن العمل التطوعي إضافة إلى البعد الخيري والإنساني بدأ يأخذ بعداً تنموياً من أجل تخفيف معاناة الجماعة أو ترقية وضعها. ولأهمية القضية حددَ اليوم الخامس من كانون الأول من كل عام يوماً عالمياً للتطوع. وهكذا انطلقت بدايات التطوع لوضع العديد من السياسات والخطط والأهداف لتشجيع الأعمال التطوعية، وليتم تركيز الجهود للتغلب على أمراض المجتمع مثل الفقر، والجوع، والأمراض والأمية والإعاقة وغيرها من أمراض المجتمع الضارة، وتوعية الأفراد بواجبهم تجاه الإنسانية وإخراجهم من دائرة (الأنا) المطلقة إلى مفهوم (نحن).
جريدة النور السورية
بوركت الأيادي التي تصرف من وقتها الثمين شيئا في سبيل مساعدة الأخرين . وبورك الحس الإنساني . وروح العطاء التي هي ليست بجديدة على السوري الأصيل . وارث الحضارات و ساكن أقدم المعمورات . وذواق الفن وناشر المحبة والمعرفة على رأس العالم كله . لكم ترفع القبعة .