syria.jpg
مساهمات القراء
مقالات
مفهوم الحركات التكفيرية للجهاد بقلم: حسن عجوة

لا ننكر ان المشروع التكفيري الذي تقوده الحركات التكفيرية كجبهة النصرة في سوريا والاخوان المسلمين في مصر وبفضل الدعم المادي والمعنوي لهذا المشروع من قبل الغرب خاصة امريكا وحلفاءها في المنطقة كالاتراك والقطريين، استطاع ان يجذب اليه في بداياته اعدادا كبيرة من المؤيدين والمتعاطفين معه من ابناء الشعوب العربية والاسلامية، وذلك لقدرة قادتهم وعلمائهم عبر المفاهيم والتأويلات والافتراءات الخاطئة التي لا تمت للدين بصلة لا من قريب ولا من بعيد من خلال  اتباعهم للاسلوب العاطفي الحزين في خطبهم وشعاراتهم.


الا ان هذا المشروع فقد مصداقيته وبات يتنقل من فشل الى فشل آخر، حتى وصل الامر بهذا المشروع درجة دفعت العديد من الاتباع والمؤيدين والمتعاطفين معه الى التخلي عنه، ولم يقتصر الامر او يقف عند هؤلاء بل امتد ليطال بعض قادة هذا المشروع التكفيري الذين اعلنوا انسحابهم مقرين بانهم كانوا أداة في يد الغرب لفرض سيطرته على المنطقة.

 

الا ان هذا الفشل جاء نتيجة لعدة اسباب وسقطات، والسبب الرئيس الذي قاد هذا المشروع الى الفشل هو:

  مفهوم هذه الحركات التكفيرية للجهاد، فالجهاد امر اقره الله تعالى وفرضه على المسلمين وهو امر شرعي وهو حق لكل انسان  في قتال العدو الغاصب لارض المسلمين، كالجهاد ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي يحتل فلسطين.

 

لكن هذه الحركات أولت مفهوم الجهاد في الاسلام واصبحت تقاتل وتهاجم البلاد العربية والاسلامية مثل العراق وسوريا ومصر ولبنان، وتصور الامر على انه جهاد في سبيل الله وهذا فيه افتراء، وتقوم عبر تنفيذها للاغتيالات والتفجيرات بقتل المدنيين والعسكريين من مواطني هذه البلاد، كما تقوم بتعذيب الاطفال والنساء والشيوخ واعدامهم، اضافة الى احراق دور العبادة لاهل الذمة المستأمنين والمعاهدين، رغم انه من المعلوم ان الدم الحرام من أعظم المحرمات سفكه، لقوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه}، ويشمل ذلك الدم المحرم المعاهدين والمستأمنين، الذين يدخلون في بلاد المسلمين بأمان وعهد لقوله صلى الله عليه وسلم(من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة)، كما نهى الاسلام عن قتل النساء والصبيان فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان).

 

لقد بات الصمت على بشاعة هذه الحركات الاجرامية جريمة اخرى بحق العروبة والاسلام جريمة سيحاسب عليها عاجلا أم اجلا  كل من اختار الصمت امام هذه الحركات التكفيرية المدعومة امريكيا ، التي شوهت صورة الاسلام.

 

ان ما تشهده المنطقة العربية ليس صراعا كما يصوره اصحاب هذا المشروع، على انه مشروع لاقامة الدولة الاسلامية وتطبيق شرع الله بل هو مشروع امريكي صهيوني لفرض السيطرة الكاملة على المقومات الموجودة لدى هذه البلاد وصولا الى الهدف الرئيس وهو الاجهاز والقضاء تماما على كافة جيوش البلاد العربية التي تحيط بدولة الاحتلال الاسرائيلي، واصحاب المشروع التكفيري هم مجرد اداة للتنفيذ ليس الا، والحل الانجع لمحاربة هذه الحركات والتصدي لهم ولفكرهم التكفيري انما يكون بالتنسيق ما بين الاقطار العربية والاسلامية على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والتربوية، لمواجهة خطر هؤلاء.

 

واخيرا وفي ظل عدم وجود علماء أكفاء للرد على هؤلاء التكفيريين نسأل الله تعالى ان يمن علينا بعلماء دين مسلمين افاضل يخشون الله ولا يخافون في الحق لومة لائم، لنشر ثقافة الوسطية وتوضيح صورة وسماحة الإسلام النقية.

2013-09-23
التعليقات