المحددات الخارجية للسياسة الاميركية
هناك مايسمى بالثوابت في السياسة الخارجية الاميركية بغض النظر عمن يتسلم الرئاسة او الحكم سواء كان جمهوري او ديمقراطي ولكن هناك اختلاف فكري بسيط بين الحزبين حيث ان الجمهوريين اقل تعاطفا مع اسرائيل من الديمقراطيين وهذا مايدفع العرب الامريكيين للتصويت لصالح الجمهوريين او المرشح الجمهوري والخارجية الاميريكية بحكم دورها تعد صاحبة التخصص ولديها تاريخ حافل وخبرة اعمق للتعامل مع العالم وهي قائمة على سياسة التوازنات في العلاقات الخارجية بحسب ماتمثلة كل منطقة وكل ملف للمصالح الاميريكية العليا
مع ان العاملين في الخارجية الاميريكية كانت لهم تحفظاتهم تجاه اندفاع سياسة الادارة الاميريكية تجاه العراق وافغانستان, ولكن يغلب على طاقم البيت الابيض ووزارة الدفاع النزعة القائمة على تكريس امريكا كقطب اوحد مهيمن على مقاليد الامور في العالم , ولقد اخذت سياسة اميريكا تعكس النزوع الجامح الى احتلال مركز القرار العالمي ومن ثم حكم العالم والتحكم بمصيرة الى حد كبير فيما يميز سياسة الامبراطورية هو الاعتماد على القوة لتحقيق المصالح ورفض الحوار والمفاوضات الجدية والتسويات
ولدراسة السياسة الاميريكية الخارجية وتحليلها لابد من الاشارة الى وجود مدرستين 1- مدرسة المحافظين 2_ مدرسة الليبراليين
وفي ستينيات القرن الماضي كتب مقالا بعنوان القرن الاميريكي والكاتب كان هنري لويس تنبأ في هذا المقال بهيمنة امريكا على العالم ويعتبر هنري لويس من المدرسة الليبرالية وهو مؤسس مجلة التايم الاميريكية ودعا لويس الى الا تكون الولايات المتحدة الاقوى فقط لابل الافضل ايضا وان تشاطر الاخرين مركز القيادة , وتحدث ايضا بول كنيدي وهو ايضا من المدرسة الليبرالية في كتابة صعود وهبوط الدول الكبرى تحليلا لتكوين الامبراطورية وتنبأ بهبوط الامبريالية الاميريكية لعجز الموارد الاقتصادية الاميريكية عن سد متطلبات حماية هذه الامبراطورية
وفي دراسة سرية كتبت عام 1995م تحدثت تلك الدراسة على انة لاينبغي للامريكا ان تظهر كقوة عاقلة وحكيمة وانما عليها ان تستفيد من قوتها النووية حتى تعطي نفسها صورة لاعقلانية وهجومية واتهامية عندما تتعرض مصالحها للخطر او التهديد
وتقول الدراسة انه من الخطر الشديد ان نظهر انفسنا على اننا أناس عقلاء وذوو اعصاب باردة والاسوء ان نظهر للعالم بأننا نحترم صبيانية سخيفة مثل القانون والمعاهدات الدولية ولابد ان تكون في حكومتنا عناصر تظهر بأنها مستعدة للتصرف بجنون وغير قادرة على ضبط اعصابها فذلك هو الذي يساعد في بث الخوف وتعميقة في قلب خصمنا
حيث كانت تستخد الولايات المتحده عدة ذرائع للتدخل لابل السيطره على العالم باأكملة فكانو يستخدمون ذريعة التدخل الانساني او تحت ذريعة نشر الديمقراطية وحماية حقوق الانسان واخرى تحت غطاء مكافحة الارهاب وباشرت الولايات المتحدة بسلسلة من التدخلات العسكرية تضاعفت بشكل كبير في القرن العشرون والحادي والعشرون