سؤال يبدو مستفزا للكثير من العرب , و من أجبروا أن يكونوا عربا , بعد ما سمي بالفتوحات الإسلامية و الغزوات التي انطلقت من أرض نجد و الحجاز محاولة القضاء على حضارات عمرها من عمر الإنسان , وبعد الجملة السابقة يبدو أن ليس السؤال وحده مستفزا , بل ما قد يأتي لاحقا
في التاريخ المعاصر , تقوم علاقات الدول على أساس المصالح , التي تخدم كل دولة واستراتيجيتها , ومن ضمنها أطماع العديد من الدول في السيطرة على منابع الثروات في العالم , وإعادة كتابة التاريخ بما يخدم نفوذها و مصالحها , لا يجهل أحد أن حلم اسرائيل ما زال في إقامة الدولة اليهودية الكبرى من النهر إلى النهر , العلم الإسرائيلي بخطيه الزرق دلالة واضحة على حلم يهودي قديم , ولا يجهل أحد أيضا أن مصالح اسرائيل تتقاطع مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية بل و تقودها أيضا .
وبالعودة إلى الصراع السوفييتي الأمريكي القديم و ما كان يسمى بالحرب الباردة , ومحاولة طرفي الصراع جر العديد من الدول إلى جانبها , كانت الولايات المتحدة ومعها دولة اسرائيل , الطرف الأكثر خبثا في تلك الحرب , والعرب , الجزء الأكثر غباء و انصياعا لرغبات السيد الأميركي , لن نخوض في أسباب دخول الاتحاد السوفييتي لأراضي أفغانستان , و لنتحدث قليلا عن الطريقة التي أجبر فيها السيد الأميركي , خصمه على الإنسحاب منها قامت الولايات المتحدة بتوجيه عقول العرب نحو عدو شيوعي ملحد لا يؤمن بالله و لا بالرسل , ولم تكن بحاجة للكثير حتى تقنعهم أن الخطر الشيوعي يهدد وجودهم و إسلامهم , قامت الولايات المتحدة بخلق تنظيم القاعدة سعودي المنشأ ووجهت دعوات للجهاد في سبيل الله والإسلام , و اتجه المجاهدون من كل أصقاع الأرض للدفاع عن الله و رسوله و الإسلام , يصاحبهم فكر متطرف وهابي أعمى , ولكي تقود العرب , عليك فقط أن تقنعهم أن الإسلام في خطر , واترك الباقي للسيف .
انتصرت الولايات المتحدة و من خلفها اسرائيل , كبرت القواعد الأمريكية في الخليج ,
وانتهى الإتحاد السوفييتي , و معه ( الإلحاد ) وانتصر الإسلام , كما فهم العرب ,
فهل انتهت اللعبة ؟
كان الغرب بحاجة إلى عدو جديد , كي يستطيع قيادة العرب و توحيدهم خلف أطماعه , ومع
قيام دولة إيران الشيعية , التي وجد فيها الغرب أسبابه , انقاد العرب مرة أخرى نحو
عدو شيعي يريد السيطرة على الشرق , و القضاء على الإسلام , وهذه المرة أيضا لم تكن
أميركا بحاجة إلى إرسال قوات على الأرض , ف صدام حسين و من خلفه العربان , تكفلوا
بمهمة القضاء على عدو الإسلام , قامت الحرب الإيرانية العراقية التي لم يخرج فيها
أحد منتصرا , و خلالها انتعش الإقتصاد الأمريكي و الغربي , وزادت صفقات السلاح إلى
دول الخليج و العرب , كما زادت سيطرة الغرب على دول العرب , أما صدام , فلم يعد
لوجوده معنى خصوصا أن الغرب لن يقبل بوجود جيش عربي قوي مسلح و مدرب , انتهى العراق
و صدام , بعد مغامرته المجنونة في الكويت , التي قادته إليها أميركا كما تقود عرب
البعير , وضربت العرب ببعض بعد إقتناع السعودية أن صدام قادم إليها بعد الكويت .
زال خطر صدام , و انتهى العراق ك دولة ووجود , وما زال العرب مقتنعون بالخطر الشيعي
الذي يهدد وجودهم , غاضين الطرف عن اسرائيل التي تنعم بأمان و استقرار و تمشي خطوة
خطوة لتحقيق حلمها .
عرب البعير كما بعيرهم , يشربون من بوله غباء و حقدا و تطرفا , تنحني أجسادهم
القذرة أمام سيدهم الأمريكي وتتطاول لحاهم و سيوفهم , لتواجه حضارات الشرق , تلك
التي سادت العالم قبل إسلامهم .