تعالوا أخوتي السوريين وبغض النظر عن انتماء كل منا أو توجهه السياسي لنفكر ملياً بما سأكتبه في السطور التالية:

في استطلاع للرأي في أمريكا وجدوا أن 69 % من الامريكيين لا يؤيدون فكرة ضربة عسكرية لسوريا

وفي استطلاع للرأي في سوريا وجدوا أن 39 % من السوريين يؤيدون فكرة ضربة عسكرية لسوريا

بشرفكم واستحلفكم بالله من هم أولاد *** أكثر الامريكيون الـ 69 %  أم السوريون الـ 39 % ؟

وأعود فأقول لندع فعلاً كافة خلافاتنا و انتماءاتنا و توجهاتنا السياسية جانباً ولنفكر كسوريين , إن الذي يعتقد أن الضربة العسكرية ستميز بين مؤيد ومعارض و بين طفل وشيخ و بين رجل وأمرأة و بين مدني وعسكري فهو غبي فالقذيفة عمياء لا تعرف إلا الدمار والموت

والذي يعتقد أن الضربة العسكرية ستغير ميزان المعادلة على الأرض هو جاهل , كذلك فالذي يعتقد أن الضربة العسكرية ستحل المشكلة السورية هو لا يملك أدنى استقراء للواقع

وتعالوا لا نبتعد كثيرا ولنتعظ من المشهد العراقي ولنرىَ ماذا حدث و يحدث في العراق حتى هذه اللحظة.. وهل الضربات الامريكية أوقفت شلالات الدم العراقي أو حلحلت الأمور ؟ والعاقل من اتعظ بغيره

وأنا اقول لهؤلاء السوريين الـ 39 % المؤيدين للضربة العسكرية: أذهبوا وأسالوا أمهاتكم عن أصولكم وآبائكم لأني أشك في أصولكم ونسبكم السوري لأن سوريا وسلامتها وأمنها هم الأساس

وعلاج الخطأ بالخطأ لا يولد إلا الخطأ وما هكذا تورد الإبل

ومع كل ما ورد أنا أقول للجميع أنه في حال حدثت ضربة عسكرية لا قدر الله ـ وأنا استبعد ذلك ـ لأنه لو بدها تشتي كانت غيمت فلن تكون رحلة أمريكا في الشرق نزهة هذه المرة, وسوريا ليست العراق, والشعب السوري هو الشعب المعروف بمعدنه الأصيل للجميع,وكم من مواقف عبر التاريخ أظهرت كيف أن الشعب السوري لملم جراحاته ووحد صفوفه رغم اختلاف الآراء ضد المستعمرين ودحرهم شر اندحار

وهذا ما ننتظره من السوريين الشرفاء وعسى أن تكون هذه المحنة التي تمر بها سوريا ويمر بها شعبها الأبي هي الحافز الأكبر لتوحيد صفوفهم وآرائهم ولتشجيعهم للجلوس إلى طاولة حوار جامعة لأنها هي وحدها القادرة على حل الأزمة السورية حلاً جذرياًً

عشتم وعاشت سوريا قوية مستقلة شامخة أبية صامدة