في غمرة الحياة اليومية و روتينها الممل لا يكفي التطلع إلى ما يكسر هذا الملل بأن يعيد للمرء نشاطه و حيوته
معظم الأمور النفسية مرتبطة ارتباط وثيق بأمور مادية ملموسة هاتف من صديق يدعوك للخروج معه إلى إحدى المقاهي هو بمثابة كسر مادي لبعض الروتين قصة نجاح حققتها كفيلة بأن تغير نظرتك للدنيا هدف تسعى للوصول إليه و أنت تشعر باقتراب تحقق هذا الهدف قادر على أن يجعلك تحلق في السماء و يرفع نسبة السعادة لديك إلى أعلى مستوياتها المال و الحب الثقة بالنفس نظرات الإعجاب من قبل الأخرين الأخبار السارة الفجائية و كثير من المعطيات كفيلة بأن تكسر ذلك الملل اليومي رغم أن الكثير مما ذكرت مسبقا مرتبط ببعضه البعض .
الحالة النفسية للمرء مرآة للواقع من حوله و لتخيلاته الذهنية لما هو متوقع الحدوث أحلام اليقظة و الاختلاء بالنفس قد تنقل الفرد إلى واقع وهمي يكاد أن يكون حقيقي ملموس ربما يجلب الكثير من المتعة خاصة و أنت تتحكم بمجريات الأحداث و تكتب السيناريوهات و من ثم تخرجها و تمثلها و قد يصل بك الأمر أن تحاول عقلتنها بعض الشيء محاولة منك لتقريبها من الواقع أكثر فأكثر و يوجد الكثير من الناس من يدمن هذا الشكل من التمثيل الواقعي لمقاومة الاكتئاب و بقصد العيش و لو تصوريا و لفترة محدودة في بيئة من صنع خياله ليصل إلى الشعور بالسعادة و الراحة.
هل يوجد خلطة سحرية لمنع الاكتئاب و بث روح التفاؤل لديك كما يبدو أن للمورثات الجينية دور كبير في تعاطي الأشخاص مع الأشياء من حولهم و لكن الأهم من ذلك هي العقلانية كلما زادت عقلانية المرء و تفكيره بشكل منطقي كلما ابتعد عن السعادة أكثر فأكثر لأن المحاكمة العقلية تفسد لذة الأشياء حيث تحولها إلى معطيات منطقية صح أو خطأ ممكن أو غير ممكن و بهذه الطريقة من الصعب جدا أن يحصل العقلاء على سعادة عابرة بطرق بسيطة فأول بادرة تظهر لهم بأنها جالبة للحظ أو للسعادة ستخضع لعدة محاكمات منطقية هذه المحاكمات لوحدها ستقلص من حجم السعادة المتوقعة من هذه البادرة حتى لو أفضت هذه المحاكمات إلى نهايات سعيدة
لذلك الأكثر جنونا أو بصياغة أخرى الأقل تفكيرا هو الأكثر سعادة و تفاؤلا.
