تكتشف – ولو بعد حين – إنك وإن لم تكنْ هائماً بهواه, أو مولعاً بتفاصيله, أو مترعاً بذكرياته, أو واثقاً بانتصاراته, أو حافظاً لأناشيده, تكتشفُ, وإن لم تعترف به مسقطاً لرأسكَ وحيداً, أنك مصلوبٌ على صخوره...حتى الأبد!
تكتشفُ –وأنت الصادق دوماً- أنك تقول لها أيّ شيءٍ, لكي تصنع لكما..شيئاً! (افتعال الحب كافتعال الحرب..مُكلفْ! )

تكتشفُ -سادراً- أنه لولا الكلمات المتقاطعة, لكان ما تقرأهُ يومياً, أقل من أن يُمسح به الغبار (للغبار حقٌ علينا, فهو جثث الذكريات..!)
تكتشفُ –سادراً أيضاً- أن التقاطع الخطر, لم يكن خطِراً كفاية, بعد أن تجتازه!

تكتشف -مُباغتاً- أنك لا تعرف ما تعني (سادراً) فتفتح المعجم لتجد: سادراً يعني لا مبالٍ, فتلقي المعجم...سادراً!
تكتشف أن الطعام رغبةٌ حسيةٌ أكثر منه حاجةً جسديةً, ثم تنقضُ لتقول: بل هو حاجةٌ جسديةٌ قبل أن يكون رغبةً حسيةً __تتشوّشُ...__ ,تكتشفُ أنك جائعٌ فحسب!

تكتشفُ -متأملاً- أن جدّك الأول كان ضرباً من الشمبانزي, وعليه, فقد يكون حفيدك الأخير...دولفيناً!
تكتشف أن الله يحبكَ, لا لأنه يحتفي بكْ, بل لأنه يقتّلُ إخوتك, ويؤجلكْ..!

تكتشفُ أن الخبرة بالحياة تتطلب خبرةً بالموتْ, فترخي يديكَ عن رأسك بعد صفارة الإنذار, وتتابع طريقك..إلى الدكان!
تكتشف أن علاقتك بالفرح (غير شرعية!), وعليه, فإن ضحكاتك جميعاً ..._"بنات حرام!_".

تكتشف أن الكتابة كالاستمناء (نشوة الوحيدين الوحيدة), وأن الكلمات التي تلقيها, قد لا تجد أذناً صاغية, لتحبلَ بالفكرة..!
تكتشف -أخيراً- أن اكتشافاتك مكتشفة قبلاً, وأنك لم تأتِ بجديدٍ, وأن للحياة اليومية وقعاً ثقيلاً كأقدام الفيل, ورغم اقتراب الارتجاج...تغمض عينيكْ.. وتكتب!