قال لي أنه سيرابط لليلتين ولأول مرة ويترك هذا العمل ولكنه ذهب ولم يعد .....
استيقظنا صباحا على جرس الباب ليقول لنا أخي الكبير ماهر مصاب ...سألته هل أمد له فراشا .قال لا يحتاج لفراش
أخذ أمي لتجيء به وتركوني وحدي
بعد خمس دقائق بدأ الرصاص يدوي بحارتنا فتحت الباب فإذا به ماهر ولكنه دخل مكفنا
لم أضيع أجر الصدمة .تماسكت وقلت اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها .........اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه .....وانفجرت بالبكاء
بقيت وحدي معه ......ماهر استيقظ أرجوك .......أكاد لا أصدق عيناي .....ماهر حبيبي أنا أختك لماذا تركتني وحدي؟
خرجت مسرعة أحاول أن أجد له غطاء أغطيه وبدأت النساء بالدخول ليشاهدوا أخي ماهر
لم أجد سوى شرشف تختي أخذته .......أغطي رأسه فتظهر قدماه أغطي قدماه فيظهر رأسه .تركته لأبحث عن غطاء اخر وعندما عدت والله العظيم كان رأسه و قدماه مغطيين
تغير لونه للصفرة مائلا للبياض ...قبلته من جبينه .....حبيبي أنت شهيد .انت عريس .......أطلقوا الاهازيج أخي شهيد
جاءت أمي بأخوتي من أماكن نزوحهم و ودعناه ليبدأ مسلسل ألم الفراق ......
انتهت الليلتان ..انتظرت ماهر ولكنه لم يأتي .......ماهر اشتقت إليك كثيرا ليتني قلت لك بأني أحبك
هل تستطيع سماعي الان ؟؟؟؟ ماهر أخي انا احبك
كل يوم يقل عدد الأناس الذين يأتون لتعزيتنا ((((( أقصد من يأتون ليباركوا لنا بشهيدنا)))) وفي كل يوم عند الثامنة موعد عودته للمنزل أنتظره عله يأتي و أنا أعلم أنه لن يأتي فقط احس بروحه حولي أتت
هكذا استشهد اخي ماهر