تروي الحكاية أن السعادة أرادت أن تمنح نفسها لأحد ثلاثة فقالت لهم : سأختبئ .. وعليكم أن تجدوني و الفائز سيحظى بلقب أمير السعادة.
الأول: جدَ في البحث عنها في خزائن المال وسلك كل السبل للحصول على الأموال..
حتى أصبح من الأثرياء عندئذ شغلته أمواله وبات أكبر همه أن يطلب المزيد وأن يسعى لكيلا تضع أمواله في دروب الحياة.. وجد المال ... وتاه عن السعادة.
أما الثاني: فرأى أن السعادة ستكون العز والجاه رأى أن يصبح سيد قومه الآمر المطاع
السيد الذي لا يُعصى إن تحدث فعلى الآخرين الاستحسان والتمجيد والتصفيق ... حتى بات لا يرى إلا نفسه فكثر أعداؤه حتى تكالبوا عليه ثم نبذوه وحيداً يأمر الأشباح وتصفق له الأوهام .
والثالث فقال: أما المال فهو خادم ممتاز وسيد سيئ و أما الجاه فسعادة زائفة تبني على أكتاف الآخرين سأبحث عن السعادة في نفسي حتى أجدها و بدأ الرجل يتعرف على ذاته شيئاً فشيئاً وعندما انتهى من ذلك أحس بالسعادة تغمره ومنذ ذلك اليوم وهو أمير السعادة كتب على قصره (( أعرف نفسك تعيش سعيداً )).
أن امتلاك السعادة يبدأ أولاً بمعرفة الذات والرضا عنها فزهور السعادة تنمو في حدائق الذات ولن تجد تاجراً يبيع السعادة في علبة مخملية.
يقول /ماكس موللر/ إنها لخطيئة حقاً إلا يكون المرء سعيداً ...
إن حياتنا لا تعني شيئاً إذا لم نعمل لتكون مسرحاً لأفراحنا و بيئة ملائمة لأحلامنا الجميلة
أحيانا نجد أنفسنا سعداء بلا سبب... أنها الطبيعة تغرينا وقتها بتذوق شهد السعادة عّلنا نخلص بالبحث عنها.
هذا لا يعني إن السعادة بلا مقومات حيث يشبهها البعض بالبناء وكل بناء يحتاج إلى أعمدة يقوم عليها وأعمدة السعادة هي الطمأنينة وراحة البال والأمن والعمل والثقة بالنفس والإحساس بالكرامة والإنسانية إن أي انتقاص من هذه الأعمدة سيهز بناء السعادة لكنه لايلغيها إلا عند الضعفاء فقط . إما الحكماء الذين وجدوا السعادة قالوا عنها أنها حال من الرضا الفكري المنبعث من أعماق النفس.
وقالوا أيضا إن السعادة وردة محاطة بأشواكها فلا يمكنك إن تشعر بلذة السعادة إلا إذا عشت مرارة الألم والسعداء هم حتماً من المتفائلين بالغد هؤلاء يقولون إن ترى النصف الملآن من الكأس شيء أكثر فائدة من الحسرة على النصف الفارغ وتعمل لزيادة مساحة الضوء أكثر فائدة من الاسترخاء الممل في الظلام والشئ الأكثر بهجة في السعادة هو إن نعرف إننا سعداء من المؤسف حقا إن نعرف ذلك بعد فوت الأوان عندئذ سنتأوه بألم عندما نتذكر الماضي
احد الحكماء يقول: اللذة هي سعادة المجانين إما السعادة فهي لذة الحكماء
وينصحنا علماء النفس إن نحدد أهدافنا في الحياة وان نسعى لبلوغها هذه هي السعادة الحقيقية عندما نقفز فرحاً ونقول لقد نجحنا.
إن أراد كل منا إن يكون (( أمير السعادة )) عليه إن يفتش عنها نفسه وان يمنحها للآخرين عندئذ يحق له يتفيأ في ظلالها وينعم باشراقتها ويتلذذ بامتلاكها ..
إن أراد كل منا يكون إنسان سعيد ينظر إلى الأعلى ويدعو لله عز وجل إن يعصمه عن الخطأ والخطيئة ويكون صادقاً مع نفسه قبل إن يكون صادق مع الناس.
أن يكتب كل يوم ويسأل نفسه ماذا أنجز وأين الخطأ وأين الصح في مسيرة حياته اليومية
من اجل أن يتعلم من الخطأ ويسير في طريق الصواب .