news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
احلام الواقع ...بقلم : سامي حلياني

الاحلام الحقيقية هي الاحلام التي نراها عندما نفتح اعيننا و ليس عندما نغمضها

تسائلت لمرات عدة هل تتوقف احلامنا في اوضاع الظروف القاسية و الجائرة للحياة ؟ وان عشناها حتى ولو على صعيد الخيال و الطموح فهل هذا سيولد عندنا خيبات امل مستقبلية او تصادم " مع الواقع و رفضه و بالتالي صعوبة التأقلم معه ؟


انه امر محيّر و هو يستند بطبيعته الى محورين اساسيين : الاول قدرتنا على التنبؤ بالمستقبل و بما سيحدث 

الثاني قدرتنا على مواجهة الواقع و تقبل فكرة تغيره علينا و تأثيره على نمطية حياتنا

 

لا يمكن لانسان التنبؤ بالمستقبل الا من خلال قدرة خاصة على ربط الاحداث مع بعضها البعض و فهم تراتبية الوقائع التي ستؤدي الى نتيجة شبه محتمة و هذه القدرة قليلون من يستطيعون فهمها لذلك لا يمكننا الاعتماد عليها بشكل كلي اما فهم الواقع و تقبل فكرة تغيره علينا هو امر اكثر منطقي بالنسبة لنا الواقع يتمثل بالحاضر دوم " و نحن دائما نحيا في الحاضر

 

و ان صح التعبير بمعنى آخر, في حياتنا لا وجود للماضي او المستقبل سوى في ذاكرتنا او مخيلتنا اما الحاضر فهو اللحظة الحقيقية الوحيدة التي نحياها و بالتالي عيش الحاضر يتطلب منا الخروج من الماضي و التحرر من الافكار المسبقة للمستقبل او التخيلات و هذا ما سيساعدنا على بناء او نسج احلامنا انطلاق " من فهمنا و تقبلنا لما يحدث الآن اي لا يمكنني ان احلم بالرخاء و الاستقرار في واقع الحرب التفكير ضمن هذه المنهجية ليس بالامر الخاطئ فجميعنا يسعى للاستقرار في النهاية

 

 و لكن عيش هذه الفكرة في واقع الحرب سيخيب ظنوننا و يشوه احلامنا و آمالنا فنحن لا نستطيع ان نفرض احلامنا على الواقع لان الواقع هو ملك الجميع و تحت سيطرة الاقوى ولو اتفق الجميع لما نشبت الحروب لذلك علينا ان ننطلق باحلامنا من حقيقة الوقائع الموجودة امامنا وليس من تنبؤاتنا او تأملنا لاحداث الماضي فالتاريخ يكرر نفسه بالنتائج فقط و لكن الوسائل و الفترات و التأثيرات تختلف من حدث لآخر , احلامي اليوم هي اهداف مؤجلة و ليست ملغية لذلك ليس هنالك من عيب في ان احلم و لكن ضمن حدود عقلانية تنسجم مع واقعي ولا تعارضه .
 

2013-10-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)