بعد عام على رحيلك... أهديك أحرفاً
خجولة..... إلى أبي الغالي رحمه الله:
وَجَلَستُ قُربكَ يا أبي...
وضمَمتُ ذِراعكَ اليُسرى إلى قلبي.......
ولُفافةُ التَّبغِ اللَّذيذةِ تستلذُّ بأنفاسٍ تعِبَت من قسوةِ الدَّربِ....
عيناكَ... شَغَلَتها المطيرةُ عن عيوني العاشقة....
ودعاؤُكَ التَهَمَ السَّماءَ محبَّةً... لتزيدَ من
قَطرِ المياه الدَّافقة...
وأنا بقُربِكَ يا أبي....
لازالَ عِطرُ التَّبغِ يَخرُقُ مُهجَتي...
وتلكَ البَسمةُ البيضاءُ حينَ تضُمُّني... تُزّيِّنُ بَسمَتي....
وَجمالُ عِشقكَ للغيومِ وللحَصادِ وللقراءةِ كالقَلبِ الفتي....
كلُّ التَّفاصيلِ الصَّغيرةِ في رأسي وفي قلبي تصول...
صوتُ ضِحككَ.. صوتُ سَيرِكَ.. صوتُ أيَّامٍ خَلَت... لازالَ في بيتي يجول...
ودخولُكَ البيتَ القديمَ كأنَّ زهراً ينبتُ خلفَ خطوتكَ السريعة...
وكأن جدرانَ الرِّواقِ طلاها نورُ لفتَتِكَ البديعة...
أما ثيابُكَ يا أبي....
لازالَ عِطرُكَ يشتهيكَ على أكمامِها ونسيجِها....
عِطرٌ.... عبيرٌ.... ليلكٌ...
نبتَت زهورٌ في غيابِكَ نَلتَقي بنشيجِها...
آهٍ غيابُكَ كم ذبحَ الكرى فينا...
والدَّمعُ نبعٌ في مآقينا...
آهٍ حنينٌ يستشيطُ بدارِنا... وضلوعِنا.. وفي قوافينا...
آهٍ وحزنٌ يجالِسُنا... وكفٌّ تَسندُ الرَّأسَ المُكَذِّبَ ما جرى فينا...
وأنا بِقُربَكَ يا أبي...
بجوارِ قَبرِكَ يا أبي....
ولفافةُ التَّبغِ الحزينةِ تستَلذُّ بدمعيَ يا أبي...
وذراعيَ اليسرى تلتفُّ حولَ الشَّاهدة....
إنَّي بقُربِكَ يا أبي.....!!!
https://www.facebook.com/you.write.syrianews