news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
في اَلْمــقَهَىَ ... بقلم : sahar khader

أجلـسُ وَ رغبةٌ في الكتآبَةُ تُرآودُ الصمتَ - رغم الضجيجِ حولي - ، غريبٌ جـداً هـذا الشعور .. لم أعتدِ الخروجَ لـ مقاهٍ أو اماكنَ عامَـةَ وحدي مع وحدي لوحدي ..!


لكن اليوم جاء صوتُكَ مُلحّـاً بضرورةِ الخروج .. علّي أتنفس أكثر ، وَ أُحصي كَلَ شيءٍ في الكون .. أُحصي اصدقائي الذين أُسقِطُهم او يتساقطون وحدهَـم ، أُحصي أمنياتي و رغباتي .. أُحصي كُلّ شيءٍ ، ثُمَ أتركهُ بهـدوءٍ خلفي ، و أُلقي عن عاتقي ثقلاً لا حاجة لي به .

ما أجمل مآجـدة ..! يأتي صوتها نافذةً لـ عالمٍ أكثر جمالاً و استرخاء .
 

سعيدةٌ و حزينةٌ في آنٍ وآحد يا صديقي ، و لستُ أعلمُ ما سرُّ هذا الشعور الغريب ..

لماذا اليومُ تحديداً .. ؟
منعتُ أخواتي من القدوم معي ، لم أجرِّ اتصالاً مع أقربِ صديقاتي لي "التي نسيت انني سأمر بحدث طارئٍ منذُ بضعِة أيامٍ ..! " و لم أدعُ أحـداً .. لم آخذ سوى كثيرٍ من المشاعر ، و صمتٍ أزنرّهُ بكلمآتٍ لا أُريدُ سوى أن أبثُّها لك .. علّني أستطيع أن أبوحَ بأيِّ شيءٍ مما يجولُ في ذاكرتي ..
أشعرُ براحَةٍ نسبيّــة .. و كأن الوجود حولي و عدمه الآن بهذه اللحظة ، وجهآن لعملَـةٍ واحدة ..!
مررتُ قبل أن آ

تي هُنا لمكتبةٍ و اشتريتُ ثلاثةَ كُتبٍ .. ثم ذهبتُ للـ"محترف" قليلاً ، و غادرتُ منه لـ مقهى "ركوة عرب" .. لا زالت ماجدة ترنو ، يدي ترتجفُ قليلاً و لستُ أعرفُ لماذا .. و أمامي كأسُ ليمونٍ بالـنعناع ، و يحيطني بضعةُ أشخاصٍ ، بعضهم ينظر لي بغرابةٍ "كيف أجلسُ وحدي ؟" رغم انهم يجلسون مع اصدقائهم و بصمتٍ ليس كـ صمتي بل أقسى و أكثر غرابة ..! و البعضُ الآخر يتحدّث مع صديقته او صديقه بــ روتينيةٍ تبدو مملـة ..

 

ما الخطأ .. ؟ ألستُ أتحدثُ اليك ..؟ هم فقط .. لا يرونك جيداً .. كما لا يراني هذا الكونُ و ساكنيه كما أستحق .
هل أستطيعُ تركَ رأسي بأكمله هُنا ..؟ تخيّل لو أمكن هذا.. !
 

أزدادُ راحةً كلمّا مضى الوقتُ ، أخافُ أن يصير هذا المكآنُ و هذه الشعائر طقساً لا يغادرني ثم أُدمنهُ .. و أزدادُ ابتعاداً "برغم البعدُ النفسي و الماديّ" عن الآخرين ..!
أيعقل بعد هذآ العُمرِ أن أصآبَ بالتوحُـدّ حقاً .. ؟! لم يفارقني هذا الشعور لحظةً وآحِدة ، يضحكني غالباً ، ويحزنني مرات أخرى .. أتظن أنني قد أُصبتُ بـ الفصآم و ما عاد هنالك أي مجال للعودة ! ـ الله أعلم ـ . أو لربما .. أنا مختلفة ، و ما زلت أسلُكُ طُرُقَ الاختلآف لحظة بلحظة و ثانية بـثانية ، و هذا الاختلاف لا يستوعب الناس و الأشخاص و الأصدقاء من حولي ، حتّى نفسي بحد ذاتها .. لا تستوعب نفسها !
هل ســتطولُ هذه الفترة ..؟ و كم ستبقى ..؟
 

ما يزيدُ الطين بِلّةً أنّ حآلةً كـهذه يُصاحِبهآ انتظآر، قلق و حساسية مفرطة من كل شي حولي .. كل شيء .. أتعامل بحرص زائد .. الأمر خارج عن إرادتي، أحاول أن أقنع نفسي انني لست بحاجة لأحد بقدر ما هم بحاجة لي ، و مع ذلك .. أجدني وحيدة يتملكني ذلك الخاطر دون أن يُبدي أيّ شخصٍ أيَّ اهتمآم.

حقا أحياناً أفقدني ..! و أفتقدني .
 

أنني اكتب فقط ، دون اهتمام بأي تنميـقٍ للنصّ .. رغبة ـ فقط ـ بالكتابة .. و رغبة أكبر ان لا أكون لوحدي بــحق .. لازلت أستحضرك بالمقهى .
لم احضر الوردة ، لم أرغب بذلك.. لاتسألني لماذا ! فقط هذا شعوري .
سعدت كثيرا بالجلوس معك .. دقائق باذن الله و سأغادر
 

اراك على خير .

 

2013-11-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)